حذر البابا شنودة الثالث خلال عظته الأسبوعية مساء أمس الأول، من تعديل لائحة انتخاب البابا بشكل ينحاز لبعض الأشخاص، وقال: «لو حاول البعض تعديل اللائحة ليكون البطريرك القادم شخصا معينا، فسوف يظل هذا البطريرك أسيرهم طوال حياته وعينه ستظل مكسورة». وحول حق عموم الأقباط فى انتخاب البطريرك قال: «الديمقراطية فى الكنيسة لا تعنى أن يكون لكل شخص الحق فى أن ينتخب البطريرك، فالرتب الكنسية الكبيرة خاصة منصب البطريرك لا تترك لعامة الشعب، لأنهم لا يعرفون ما هى اختصاصات القائد الدينى وما هى تعاليم الكتاب المقدس؟، ويمكن التأثير عليهم ببساطة بخطبة قوية و«حاجات تانية أتكسف أقولها»، فاختيار البطريرك دائما ما يكون بواسطة القادة الناضجين، والكنيسة الكاثوليكية على سبيل المثال وهى أكبر كنيسة لها أتباع فى العالم لا يختار بطاركتها إلا الكرادلة (رتبة كنسية أعلى من الأسقف وأقل من البطريرك ولها تقاليد ترتبط برئاستهم للكنائس السبع فى الفاتيكان فحسب وعددهم 120 كاردينالا)». وحول نية البابا عقد مؤتمر للعلمانيين، لمواجهة مؤتمر التيار العلمانى الذى يتزعمه كمال زاخر وآخرون، قال: «فكرة عقد مؤتمر للعلمانيين مطروحة، حيث من الممكن أن تنظم الكنيسة مؤتمرا تدعو فيه العلمانيين أصحاب المراكز مثل أعضاء مجالس إدارة الكنائس والجمعيات (القبطية) الكبرى ومسئولى الخدمة الاجتماعية وفرق الشمامسة وأمناء مدارس الأحد ومساعديهم». لكنه نفى أن يكون هناك تنظيم فعلى لمثل هذا المؤتمر قريبا. ونفى البابا تقديم المجلس الملى العام، الذى يشهد نزاعات على رئاسته فى الوقت الحالى، مشروعا بتعديل لائحة انتخاب البابا، قائلا: «إنه يستحيل ذلك لأن المجلس الملى الحالى لم يجتمع منذ 6 أشهر، ومنذ بداية تشكيله فى 2006، وأنا رئيس المجلس الملى وأعلم تماما كل صغيرة وكبيرة فيه». وحذر البابا من تقديم أى شخص لائحة باسم المجلس الملى «لأن الأمر قد يدخل فى القضاء، من خلال الطعن عليها». وكرم البابا شنودة أوائل الثانوية العامة من الأقباط لعام 2009، وذلك أثناء عظة الأربعاء بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية التى دارت حول حنان الله على الإنسان. يذكر أن لائحة انتخاب البابا هى من أكثر المواد المثيرة للجدل فى الكنيسة حيث تقصر اللائحة حق الانتخاب على وجهاء الأقباط ورجال الدولة منهم، وهو ما يتوقع معه ألا يتجاوز عدد من ينتخب البطريرك القادم 800 شخص، فيما تشترط اللائحة حضور إمبراطور إثيوبيا والوفد المرافق له مع أعضاء مجلس الأمة الحاليين من الأقباط للعملية الانتخابية لصحة عقدها.