انطلقت، أمس الأحد، تظاهرات شعبية واسعة بالعاصمة الليبية طرابلس وعدد من مدن الغرب، وذلك رفضاً للسياسات الحكومية التي تتبعها حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، واتهم المحتجون حكومة الوفاق بحرمان الليبيين ومنح أموالهم للمرتزقة. وبدأ تحرك المتظاهرين، من معظم المناطق لتتجه إلى "ميدان الشهداء"، ومع تزايد الأعداد المحتجة، ظهرت مجموعة من الميليشيات المسلحة، وبدأوا في تفريق المتظاهرين الذين أجبروا باستخدام طلقات الرصاص، وفقا لموقع قناة «ليبيا 218». وتأتي تلك التظاهرات استكمالًا لسلسلة سابقة أظهر فيها الليبيون رفضًا للتدخل التركي في الشأن الليبي، وعددًا من المطالبات بتغيير السياسات الخارجية؛ لكن تلك المرة بدأ الوضع أكثر غضبًا مع المساس بمتطلبات معيشية، وهذا ما تظهره خريطة تمركز المظاهرات التي نعرضها في التقرير التالي:
1- طرابلس في وسط العاصمة طرابلس، تجمع عدد كبير من المحتجين، غالبيتهم من الشباب، وبدأوا في ترديد هتافات مناهضة ل"حكومة الوفاق"، مؤكدين من خلالها على الضيق الذي لحق بهم من تدهور الخدمات، والانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه وطوابير الانتظار الطويلة أمام محطات توزيع الوقود، وذلك وفق ما ذكرت وسائل إعلام ليبية. وتجمع المحتجون أمام مقر حكومة الوحدة ثم انتقلوا إلى ساحة الشهداء في وسط العاصمة طرابلس، ليتم محاولات تفريقهم بطرق عنيفة؛ لكن وزارة داخلية حكومة الوفاق ردت في بيان لها: "إن مندسين أطلقوا النار خلال المظاهرات التي شهدتها العاصمة طرابلس، مشيرة إلى أنهم "يريدون إثارة الفتنة". 2- الزاوية وعلى مقربة من العاصمة، امتدت التظاهرات لمدينة الزاوية؛ حيث أغلق محتجون بعض الطرق وأضرموا النار في إطارات، تنديدًا بالأوضاع المعيشية السيئة، ومطالبين بالحصول على الرواتب وتوفير المرافق الضرورية، وكذلك بتغيير المسؤولين المحليين بالمدينة. 3- مصراتة. وشهدت مدينة "مصراتة " تظاهرات مُماثلة بنفس المطالب، والتي جاءت تلبية لدعوة لحراك "الشعب ضد الفساد"، والذي أصدر بيانًا تضمن مطالبة بتشكيل لجنة من ديوان المُحاسبة الليبي والرقابة الإدارية، ووزارة الداخلية للتحقيق في عدد من القضايا ومُحاسبة عدد من المسؤولين. واتسعت رقعة التظاهرات، حسبما ذكرت "العربية" وضمت: أحياء غرب طرابلس على غرار غوط الشعال، السياحية، حي الإسلامي، الدريبي، كشلاف، قدح، الرياضية، وحي الأندلس، بالإضافة إلى شرق العاصمة في سوق الجمعة وتاجوراء، بينما نفذت ميليشيات طرابلس حملة اعتقالات واسعة ضد المتظاهرين.