وكأننا فى عطلة آخر العام الدراسى، مدرسة خالية من الطلاب والمعلمين، الباب مفتوح، يستقبلك موظفو الأمن على البوابة الخارجية، ثم موظفو الاستقبال على البوابة الداخلية، بوسترات معلومات إنفلونزا الخنازير على الجدران، السيراميك النظيف على الأرضيات وكأن قدما لم تطأه من قبل، الهدوء الحزين يخيم على أرجاء المكان، وبعض الموظفين ومديرة المدرسة. هكذا بدا المشهد فى مدرسة المصرية للغات الخاصة بالتجمع الخامس بالقاهرةالجديدة وتتبع إداريا محافظة حلوان، والتى لم يتوقع طلابها أو معلموها أبدا أن تشهد مدرستهم أول حالة وفاة بين طلاب المدارس بسبب ما قيل إنه إنفلونزا الخنازير، خاصة بعد توالى إصابات طلاب من مدارس مختلفة وتلقيهم للعلاج وشفاء الكثيرين منهم دون حدوث حالات وفاة. بل إن المدرسة نفسها شهدت حالتى إصابة من قبل بالصفين الثانى والثالث الإعدادى، وصدر قرار بإغلاقها لمدة 15 يوما. لم يعرف أحد بالمدرسة بنبأ وفاة التلميذ مصطفى أحمد عزت 9 سنوات إلا من خلال متابعة البرامج التليفزيونية ليلة أمس الأول.. هكذا قالت مديرة المدرسة وأكملت: مصطفى كان بالمدرسة قبل وفاته بيومين، ولم تظهر عليه أى أعراض وعندما تغيب عن الحضور فى اليوم التالى اتصلنا بمنزله للاطمئنان عليه كما يحدث فى حالة تغيب أحد الطلاب منذ بدء العام الدراسى، من أجل متابعة حالات الإصابة بإنفلوانزا الخنازير، وقالت لنا والدته إنه مصاب بنزلة برد عادية وسيحضر فى اليوم التالى (يكون بقى كويس) حسب والدته. وتكمل المديرة: وفى اليوم التالى صدر قرار بإغلاق المدرسة لمدة 15 يوما بسبب ثبوت إصابة تلميذ آخر غير مصطفى، وكانت المرة الثانية التى تثبت عندنا حالة إصابة بإنفلونزا الخنازير، وفوجئنا بخبر وفاة مصطفى من خلال التليفزيون وأن وفاته جاءت نتيجة تناوله جرعة زائدة من الفولتارين وليس بسبب إصابته فقط بإنفلونزا الخنازير. تصمت مديرة المدرسة وتكمل: حدوث حالة وفاة لن يؤثر على سير العمل بالمدرسة، لأنها مغلقة حتى 12 نوفمبر، وخلال فترة الإغلاق لن تتبع المدرسة إجراءات غير عادية، لأننا حريصون على النظافة «لما الصحة جت تطهر بعد قرار الإغلاق وجدت المدرسة نظيفة بالقدر الكافى والمطلوب». من ناحية أخرى، قالت بثينة عبدالله مسئول اعتماد جودة وتأهيل المدارس بمشروع تطوير ال100 مدرسة، بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة إن المديرية عقدت اجتماعا مع المسئولين بمدارس القاهرة لوضع قائمة بالمطلوب من المدرسة حال ظهور اشتباه بإنفلونزا الخنازير، ضمن ملف الصحة الوقائية، وتحديد دور كل فرد بالمدرسة للتصرف السريع مع هذه الحالات، واعلان أرقام هواتف الأطباء سواء الموجودين بالمدرسة أو الموجودين بمديرية التربية والتعليم والزائرة الصحية، وجميع الأطباء العاملين بجوار المدرسة، إلى جانب ملف شامل عن طلاب المدرسة المصابين بأمراض مزمنة مثل حساسية الصدر وغيرها. وأضافت بثينة أن مديرية التربية والتعليم بالقاهرة ستنظم دورة تدريبية للمنسقين المختصين بمكافحة الفيروس فى كل مدرسة لتأهيلهم لسرعة التصرف فى حالة ظهور إصابات داخل المدرسة، وتكليف هؤلاء المنسقين بإعداد ملف «الصحة الوقائية» خاص بكل طالب بالمدرسة، يشمل تاريخه المرضى، وطرق الوصول إلى أولياء الأمور، وجداول الكشف الدورى على الطالب، وتجميع كل هذه الملفات وإعداد نسخة منها لمدير المدرسة.