فى حلقة أخرى من مسلسل تدمير المباني التاريخية ، شب يوم السبت حريق مروع في قلب القاهرة وأصاب حركة المرور بشلل تام في عمارة رقم 59 بشارع رمسيس. وأسفر الحريق عن تدمير 3 مخازن لقطع غيار السيارات بالطوابق الثاني والثالث والرابع بالعقار ، وأصيب في الحريق 20 شخصا بينهم عميد وأمين شرطة من إدارة الدفاع المدني ، تلقى بعضهم الإسعافات الأولية فى موقع الحادث. وتم نقل 12 مصابا إلى مستشفيات الشرطة وشبرا العام والساحل ، بينهم سيدة كانت قد أجريت لها عملية ولادة قيصرية قبل ساعات من الحريق. وقال شهود عيان إن الحريق بدأ الساعة الثالثة ظهرا ، وكان صغيرا ، ونظرا لتأخر رجال الإطفاء امتد الحريق من المخزن الموجود في الطابق الثانى إلى الطابقين الثالث والرابع ، وحينما حضرت سيارات الإطفاء كانت النيران قد التهمت جزءا كبيرا من العقار بعد أن قضت على محتويات المخازن تماما. والتهم الحريق جزءا كبيرا من واجهة العمارة بأساسها الخشبي ، حيث كانت تخضع لأعمال ترميم ضمن مشروع تطوير منطقة القاهرة الخديوية ، وكانت محافظة القاهرة على وشك الانتهاء تماما من أعمال الترميم. وكانت قد انتقلت إلى مكان الحريق 55 من رجال الدفاع المدني والإطفاء على رأس 30 سيارة إطفاء و6 سيارات إسعاف و4 سلالم هيدروتوماتكية. وتمكنت قوات الإطفاء من محاصرة الحريق بعد 4 ساعات من اندلاعه وإخلاء المبنى المكون من 6 طوابق ونقل المصابين إلى المستشفى ، كما انتقل محافظ القاهره عبد العظيم وزير واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة إلى موقع الحادث. وفرضت أجهزه الأمن كردونا أمنيا حول المبنى ومنعت السكان من الصعود لحين وصول فريق من وكلاء النيابة لمعاينة الحريق بإشراف المستشار النائب العام. كما أغلقت اجهزة الأمن شارع رمسيس وكوبرى 6 أكتوبر ، وتوقفت حركة المرور أمام محطة الإسعاف منذ نشوب الحريق وتم تحويل الطريق من شارع 26 يوليو إلى شارع الجلاء والعتبة. وقال مصدر أمني إن السبب في عدم تمكن قوات الدفاع المدني من السيطرة على الحريق لأكثر من 4 ساعات يرجع إلى أن النار نشبت فى محتويات المخزن وكلها من السيور والكاوتشات البلاستيكية التي يصعب السيطرة عليها بسهولة. وأضاف أن هناك غموضا وراء سبب اشتعال النيران في مصدر الحريق بسبب أعمال الترميم التي تحدث في المبنى. وقالت هبة صادق - سكرتيرة بمستشفى في العقار نفسه - إنها خرجت من المستشفى بأعجوبة بعد أن غطى الدخان الكثيف مدخل العمارة والسلم ، وقالت إنها تركت إحدى المريضات داخل غرفتها ولا تعلم عنها أي شيء.. وأكد علاء عبد الظاهر - أحد عمال محل قطع الغيار - أن الحريق بدأ فى الطابق الثالث وامتد إلى الثانى والرابع ، وأنه خرج هو وزملاؤه من المخزن بعد اشتعال النيران فى بعض الكراتين المليئة بسيور السيارات ، وفروا هاربين من موقع الحريق. ومن جهته , كلف عبد المجيد محمود النائب العام فريقا من محققي نيابة شمال القاهرة ونيابة الأزبكية بمعاينة آثار الحريق ، وتستمع النيابة إلى شهود العيان والمصابين خلال الساعات المقبلة.