خبير قانونى: «مكالمة زيلينسكى» أخطر من تحقيقات «التدخل الروسى».. وديمقراطيون: تعزز فرص فوز بايدن فى الانتخابات التمهيدية نفى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس الأول، الضغط على نظيره الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بورقة المساعدات العسكرية مقابل فتح السلطات فى كييف تحقيقا حول عمل هانتر نجل جو بايدن، المرشح الأوفر حظا لنيل بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020. وأكد ترامب فى تصريحات صحفية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه لم يجعل المساعدات العسكرية لكييف مشروطة بأى تحقيق مع بايدن، بحسب صحيفة «ذا هيل» الأمريكية. وقال ترامب: «لم أصرح بأنه يتعين عليك القيام بذلك وإلا فلن أقدم لك المساعدة»، مضيفا: «نقدم الكثير من الأموال لأوكرانيا وغيرها. ونريد رؤية بلد غير فاسد». وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، قد ذكرت أن ترامب أصدر تعليمات للقائم بأعمال كبير موظفى البيت الأبيض ميك مولفانى بتعليق مساعدات عسكرية لأوكرانيا تقدر بنحو 400 مليون دولار قبل فترة قصيرة من المحادثة الهاتفية المثيرة للجدل مع نظيره الأوكرانى. وقالت الصحيفة فى تقرير لها، أمس الأول، نقلا عن ثلاثة من كبار المسئولين فى الإدارة الأمريكية أن مكتب إدارة الميزانية الذى يترأسه مولفانى أيضا، نقل تعليمات الرئيس إلى وزارتى الدفاع «البنتاجون» والخارجية فى منتصف يوليو فى اجتماع مشترك. وأوضحت الصحيفة أن مسئولى مكتب إدارة الميزانية أبلغوا البنتاجون ووزارة الخارجية بأن يخبروا المشرعين أن المساعدات معلقة بسبب إجراءات مشتركة بين الوكالات، مشيرة إلى أن التعليق استمر لمدة شهرين حيث تم الإفراج عن الأموال فى وقت سابق من الشهر الجارى. وذكرت الصحيفة أن الأعضاء الجمهوريين فى لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ فى 12 سبتمبر الجارى (غداة الإفراج عن المساعدات لأوكرانيا)، قالوا إن البيت الأبيض علّق المساعدات لتحديد ما إذا كان الرئيس الأوكرانى الجديد، فولوديمير زيلينسكى، مؤيدًا للغرب أم مواليًا لروسيا، مشيرة إلى أن الإفراج عن المساعدات جاء بعد تهديد السيناتور الديمقراطى ديك دوربين، رئيس اللجنة الفرعية للمخصصات الدفاعية، بتعليق 5 مليارات دولار من الأموال الإدارية للبنتاجون إذا لم يتم الافراج عن المساعدات. ونقلت «واشنطن بوست» عن مسئول بارز بالإدارة الأمريكية (لم تسمه) قوله إن ترامب علق المساعدات بسبب مخاوف من الفساد فى الحكومة الأوكرانية وأنه تم الإفراج عنها قبل نهاية السنة المالية (تنتهى فى 30 سبتمبر الجارى)، نافيا أن يكون الدافع هو الضغط على زيلينسكى للتحقيق مع بايدن مؤكدا أنها «ليست مقايضة». من جهته، اعتبر المحلل القانونى لدى شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية، أندرو نابوليتانو أن اتهام ترامب بالضغط على الرئيس الأوكرانى للتحقيق مع نجل بايدن يمكن أن يكون التهمة الأكثر خطورة التى يواجهها منذ توليه منصبه. وقال نابوليتانو: «أعتقد أن هذه هى أخطر تهمة موجهة ضد الرئيس، وأخطر بكثير من تحقيقات روبرت مولر(محقق التدخل الروسى)، إذا كان هناك فعلا مقايضة». إلى ذلك، رأى خبراء استراتيجيون ينتمون للحزب الديمقراطى أن ما أثير عن طلب ترامب من نظيره الأوكرانى التحقيق مع نجل بايدن سيساعد نائب الرئيس الأمريكى السابق فى الفوز بالانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطى للانتخابات الرئاسية 2020، موضحين أن تصرفات ترامب تشير إلى شعوره بأن بايدن سيكون المنافس الأكثر تهديدا له فى السباق الانتخابى.
