قبل أيام من موعد مباراة مصر وزامبيا في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، ألقى الرئيس الزامبي المنتخب روبيا باندا بكل ثقله خلف المنتخب الوطني الزامبي الأول وأكد أنه سيدعم هذا الفريق من أجل تحقيق حلم بلاده في التأهل إلى المونديال للمرة الأولى في تاريخها! وقال الرئيس الزامبي إنه سيعمل كل ما في وسعه للإبقاء على الفرنسي إيرفي رينارد في منصبه كمدير فني للمنتخب الوطني الزامبي ، والعمل على حل كافة المشكلات التي تواجهه في عمله ، للحد من التقارير التي تتحدث عن قرب رحيله من تدريب الفريق. وكان رينارد قد أعلن في وقت سابق أنه تلقى عرضين مغريين أحدهما لتدريب منتخب السنغال والثاني لتدريب فريق أسيك ميموزا الإيفواري , وذلك بعد بزوغ نجمه كمدير فني للفريق الزامبي الفائز على المركز الثالث في بطولة الأمم الأفريقية للاعبين المحليين التي جرت مؤخرا في كوت ديفوار وفازت بها الكونجو الديمقراطية. وكانت هناك شكوك حول مستقبل المدرب الفرنسي مع الفريق الزامبي بعد انسحاب الشركة الراعية التي تتحمل نفقات راتبه من رعاية المنتخب في أوائل هذا العام ، غير أن رينارد نفسه أكد رغبته في البقاء بشرط حل هذه المشكلة الصعبة ، وهو ما دفع الرئيس الزامبي "شخصيا" إلى التدخل. وقال باندا إنه لا يريد أن يحصل أي فريق آخر على خدمات رينارد , وأضاف مازحا : "مثلما يشعر الزوج بالغيرة على زوجته ويفعل ما في وسعه لكيلا ترحل , فإننا سندافع أيضا عن مدربنا بكل الطرق الممكنة". وأضاف : "نود أن يستكمل ما بدأه معنا , وأعتقد بأنه ليس من الحكمة أن يتركنا ويذهب إلى مكان آخر بعد المجهود الذي بذله هنا". يذكر أن نجاح زامبيا في بطولة الأمم الأفريقية للمحليين "تشان" يعتبر أفضل إنجاز تحققه الكرة الزامبية في بطولة كبرى منذ حلولها في المركز الثالث في نهائي كأس الأمم الأفريقية "الرئيسية" عام 1996. وحذر باندا الدول والفرق التي تخطط لضم رينارد من أن زامبيا لن تفرط في المدرب الفرنسي بسهولة , وتساءل موجها كلامه إلى الجهات التي تفاوضه : "أين كنتم عندما وجدناه"؟! جدير بالذكر أن زامبيا تلعب في المجموعة الثالثة ضمن الدور الثالث والأخير من تصفيات مونديال 2010 والتي تضم مصر ورواندا والجزائر , وسوف تواجه زامبيا منتخب "الفراعنة" أبطال أفريقيا في 29 مارس الحالي. وكان رينارد نفسه قد أعرب عن سعادته لما سمعه من تلقي عدد من لاعبيه عروض احتراففي أندية مصرية على وجه التحديد بعد تألقهم في بطولة المحليين الأخيرة ، وربما كان الحديث يدور عن جيفن سينجولوما تحديدا الذي فاز بلقب هداف البطولة ، ويتميز بأنه طويل القامة ويجيد ضربات الرأس بشكل لافت. ويكن رينارد نفسه احتراما كبيرا للكرة المصرية تحديدا ، خاصة وأنه كان المدرب المشرف على تدريب منتخب زامبيا للشباب في لقائي مصر في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية للشباب تحت عشرين عاما ، واللذين انتهيا بفوز منتخب مصر بفضل الهدف الشهير القاتل الذي جاء في الوقت المحتسب بدلا من الضائع على أرض زامبيا ، حيث كان رينارد قد استدعي للإشراف على الفريق الشاب في هاتين المباراتين فقط! ومع ذلك ، فقد تكون تصريحات الرئيس الزامبي بها نوع من الحماس ، نظرا لأن الأزمة المالية العالمية الراهنة أثرت كثيرا على كرة القدم الزامبية. فمشكلة راتب المدير الفني الفرنسي ومساعده لن يتم حلها بهذه السهولة ، خاصة بعد أن أشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." في تقرير لها إلى أن شركة "كيه.سي.إم" للنحاس سحبت رعايتها لبعض الأندية الزامبية التي تلعب في الدوري الزامبي , وهو الأمر الذي بات يهدد مسيرة هذه الفريق تحديدا ، بل قد يمنعها من الاستمرار في رعاية البطولات المحلية التي ينظمها الاتحاد الزامبي لكرة القدم ، بالإضافة إلى بعض الفريق التي تشارك في بطولتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الاتحاد الأفريقي "الكونفيدرالية". ونقلت ال"بي.بي.سي." عن متحدث باسم شركة "كيه.سي.إم" قوله : "إن صناعة التعدين تجتذب حوالي 90% من الاستثمارات الأجنبية لزامبيا , وعلى مدار الأشهر الماضية تعرضت الشركة لخسائر كبيرة بسبب انخفاض سعر النحاس تحديداً , وهو ما جعل الشركة غير قادرة على رعاية هذه الأندية". وتشكل هذه المشكلة خطورة كبيرة على كرة القدم في زامبيا بصفة عامة , خاصة وأن الأندية لن تشعر بالأزمة في الوقت الحالي , ولكن مع مرور الوقت سوف تتأثر الأندية بشكل كبير من جراء سحب مبلغ تجاوز 230 ألف دولار من الأموال المخصصة للرعاية نتيجة انسحاب شركة النحاس.