جددت مصادر مقربة من دائرة الرئاسة نفيها وجود أى سيناريو محدد لانتخابات الرئاسة المقبلة. وردا على سؤال بشأن عبارة الرئيس مبارك من أنه سيخدم البلد «طالما القلب ينبض»، قال مصدر رسمى رفض ذكر اسمه إن الرئيس مبارك لم يقل حتى الآن بغير ذلك. ولم يصدر حتى الآن أى تعقيب رسمى حول هذا الجدل بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، والقواعد الدستورية المنظمة لها، ولم يصدر أى تعليق من الحزب الوطنى، بينما أكد المصدر المقرب من الرئاسة أن القرار الخاص بمرشح الحزب الوطنى القادم لم يتخذ بعد، ولا صحة لما يتردد من حسم الأمر لصالح ترشح جمال مبارك. وأثار الحوار الذى أدلى به عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية ل«الشروق» أمس عاصفة من ردود الأفعال، خاصة ما قاله عن «حق كل مواطن لديه القدرة والكفاءة فى أن يطمح لمنصب يحقق له الإسهام فى خدمة الوطن بما فى ذلك المنصب الأعلى أى منصب رئيس الجمهورية». وأعلن حزبا الجبهة والناصرى استعدادهما منح عضوية الحزب لعمرو موسى أمين عام الجامعة العربية ليكون مرشحها فى انتخابات الرئاسة المقبلة فى سبتمبر 2011، شريطة أن يتوافق عليه الجميع وأن يقدم برنامجا مثاليا فيه حلول لمشكلات مصر وأمتنا العربية. فى الوقت ذاته اهتمت وسائل الإعلام العربية والعالمية بتصريحات الأمين العام للجامعة العربية وقرأت جميع وسائل الإعلام تقريبا تلك التصريحات على أنها «إعلان من موسى بنيته الترشح للرئاسة». ونشرت نحو 72 صحيفة وموقعا الكترونيا عربيا تصريحات موسى فور نشرها فى صحيفة «الشروق»، بعدما تناقلتها وكالات الأنباء العالمية، فيما اهتمت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية بنشر التصريحات لكن بشكل خبرى دون إضافة تعليقات من مسئولين. وتصدر الحوار الذى نشرته «الشروق» أمس مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى حلقة «القاهرة اليوم» على قناة أوربت، وأجرى مقدم البرنامج عمرو أديب عدة مداخلات، كان أبرزها مع الإعلامى عماد الدين أديب، الذى قال فى مداخلة هاتفية استمرت لأقل من 15 دقيقة إن السؤال المهم فى المرحلة الحالية يجب أن يتطرق للقواعد القانونية المنصوص عليها فى المواد الدستورية المعدلة منذ قرابة العامين للترشح للانتخابات الرئاسية. وطالب أديب الذى يتمتع بصلات وثيقة وممتدة مع النظام فى مصر بتحرك وطنى جماعى لإدخال تعديلات على هذه القواعد، متوقعا أن «الرئيس مبارك بما يتسم به من متابعة دقيقة للوضع فى مصر ومن قدرة متميزة على تقييم الأوضاع، وبالنظر إلى ما قدمه لمصر من استقرار ولحرصه على دعم هذا الاستقرار، يعلم أنه ليس من صالحه أو من صالح حزبه أن تدور الانتخابات فى ظل نظام مقيد». ونفى أديب بصورة قطعية ما يتردد من أن هذا الجدل حول الانتخابات الرئاسية المقبلة غير ذى جدوى أو ما يدعى به البعض بأن «الأمر محسوم» وأن الرئيس القادم سيكون مبارك نفسه أو نجله الأصغر. وقال أديب بلا مرواغة «إنه لا أحد يعلم من هو الرئيس القادم فى مصر» وإن ذلك ينطبق على «الرئيس مبارك وجمال مبارك». وأضاف «أن رئيس مصر القادم سيأتى حسب تتابع الأحداث ومن سيرشح نفسه.. وهذا هو فهمى العميق جدا للأمور». وفى الجزء الأكثر إثارة للجدل فى مداخلة أديب الهاتفية، قال أديب إن رئيس الجمهورية يجب أن تكون لديه ضمانات بعدم الملاحقة قضائيا بعد خروجه من الحكم بما يشجع أى رئيس أن يتخذ قرار أن يكون الرئيس السابق وهو ما سيؤدى إلى تداول السلطة. وقال أديب «يجب أن نعطى الحاكم مخرجا (آمنا)»، مذكرا بما نادت به حركة كفاية المعارضة قبيل انتخابات 2005 الرئاسية من مطالب لملاحقة الرئيس مبارك إذا لم يستمر فى موقع الرئاسة. وقال أديب إن مثل هذه المطالبات لها تبعات «على الجانب الإنسانى» ولا تشجع الحاكم على الخروج مطمئنا. وأضاف «يجب ألا يكون الحكم هو الضمانة» لسلامة الرئيس وأسرته.