اعتبر الدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المحادثات التي جرت يوم الإثنين بين إيران من جهة ، والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا من جهة أخرى في جنيف حول تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج شهدت بداية جيدة وكانت بناءة. وقال البرادعي بعد نحو ثلاث ساعات من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا في مقر الوكالة الذرية "لقد كان لنا بعد الظهر اجتماع بناء إلى حد ما ، وشهدنا بداية جيدة ، حيث تمت مناقشة غالبية المسائل التقنية". وأوضح البرادعي أن المحادثات ستستأنف يوم الثلاثاء. ولدى خروجه من قاعة الاجتماعات ، امتنع السفير الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية عن التصريح واكتفى بالقول "أؤكد ما قاله المدير العام". ورفض سلطانية الرد على سؤال حول معلومات صحفية نشرتها وسائل إعلام إيرانية تفيد أن إيران رفضت إجراء حوار مباشر مع فرنسا بشأن تسليمها اليورانيوم المخصب. وترأس الوفدين الإيراني والفرنسي سفيرا البلدين لدى الوكالة الذرية ، علي أصغر سلطانية وفلورانس مانجان. وقبل بدء المفاوضات ، حذرت طهران صباح الإثنين من أنها ستلجأ إلى وسائلها الخاصة لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في حالة فشل المفاوضات. وقال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي شيرزاديان أن الجمهورية الإسلامية "ستواصل تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 5% ، لكن إذا لم تعط المفاوضات نتائج مناسبة فسنبدأ نشاطاتنا لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% ولن نتخلى أبدا عن حقنا". واتفقت إيران ومجموعة الدول الست في أول أكتوبر الحالي على مبدأ أن تسلم طهران جزءا من اليورانيوم المخصب بنسبة أقل من خمسة في المائة الذي تملكه إلى دولة ثالثة للحصول في المقابل على يورانيوم مخصب لمفاعل الأبحاث الذي تملكه في طهران ويخضع بالكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية لأغراض طبية. وهذه المفاوضات حاسمة لمحاولة تهدئة التوتر حول البرنامج النووي المثير للجدل الذي يقتصر على الأهداف المدنية حسب إيران بينما يشتبه الغربيون بأنه يهدف إلى امتلاك طهران سلاحا نوويا وهو هدف يتطلب يورانيوم عالي التخصيب. وسيكون على إيران التي تؤكد أن أولويتها هي الحصول على وقود لمفاعل الأبحاث الذي تمتلكه ، تسليم دولة أخرى الجزء الأكبر من اليورانيوم الذي قامت بتخصيبه في السنوات الماضية على الرغم من دعوات مجلس الأمن الدولي إلى تجميد هذه النشاطات إلى أن تتمكن الوكالة الدولية من تحديد الطبيعة الحقيقية للبرنامج النووي الإيراني.