يبدو أن حتى أكثر المتحمسين لعملية السلام العربي - الإسرائيلي قد بدأ يشعر بنفاذ الصبر من تباطؤ الفعل الأمريكي في المنطقة. فقد صرح الملك عبد الله في مقابلة أجراها عشية زيارته لإيطاليا مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية بأن الوقت "ينفد" من أجل إحلال السلام في المنطقة ، بسبب تركيز الإدارة الأمريكية على الملف الإيراني بدلاً من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال الملك عبد الله إن آمال المنطقة في السلام كانت ضخمة عند تولي أوباما الرئاسة في الولاياتالمتحدة ، غير أنه يرى الآن أن الهدف يتباعد بشدة. وأضاف عبد الله أنه استمع إلى المسئولين في واشنطن يتحدثون عن إيران مراراً ، لكنه يصر على أن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي هو التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة. واستدرك العاهل الأردني قائلاً إنه لا تزال هناك فرصة خلال العام المقبل لإحراز تقدم في مجال حل الدولتين ، غير أنه بعد هذا العام ستختفي إمكانية إنشاء دولة فلسطينية بسبب تآكل الأرض الفلسطينية من جراء إنشاء المستوطنات. وحث عبد الله كلا من واشنطن والاتحاد الأوروبي على وضع المزيد من الضغوط على كاهل إسرائيل لإجبارها على التفاوض مع الفلسطينيين ، على الرغم من تشككه في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو. واختتم عبد الله الحوار قائلاً "سأكون صريحاً ، لقد انتظرت الكثير في وقت أقرب ، لقد اعتقدت بحدوث تحول بحلول بداية الصيف ، مثل المباشرة في مفاوضات سلام حقيقية في الأممالمتحدة ، لكن قضية المستوطنات الإسرائيلية ما زالت قضية محورية".