دعا أبي أحمد رئيس مجلس الوزراء الاثيوبي الشعب السوداني والجيش و القوي السياسية إلى التحلي بالحكمة والشجاعة والمسؤولية واتخاذ خطوات سريعة للانتقال بالبلاد إلى فترة انتقالية ديمقراطية توافقية. وقاد رئيس الوزراء الاثيوبي وساطة بين المجلس العسكري الانتقالي وقوي إعلان الحرية والتغيير بعد توقف المفاوضات بينهما عقب فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية. وأجري خلال زيارة للخرطوم استغرقت يوما واحدا اليوم الجمعة، عددا من اللقاءات مع المجلس العسكري الانتقالي وقوي إعلان الحرية والتغيير كلا علي حدا لتقريب وجهات النظر والعودة إلى طاولة المفاوضات. وأشار رئيس الوزراء الاثيوبي إلى أن من مهام الجيش حماية البلاد وشعبها و أمنها، ودعا القوي السياسية إلي التفكر في مستقبل البلاد، مؤكداً أن الشعب السوداني قادر على تجاوز هذه المرحلة. دعا ابي أحمد إلى أن تكون وحدة واستقرار وسيادة السودان الوطنية، هدفا مقدسا لا مساومة فيه، واخضاع كل الإعتبارات الأخرى مهما كانت لهذا الهدف. وأصدر ابي مساء اليوم بيانا بخصوص جهود الوساطة التي بدأها بالخرطوم صباح اليوم لحل الأزمة السياسية في السودان بين المجلس العسكري الانتقالى وقوى الحرية والتغيير، نقلته وكالة السودان للأنباء"سونا" قال فيه"إن واجب الجيش والمنظومة الأمنية كلها، هو أن تركز جهودها على الزود عن حرمة الوطن وسيادته وأمن المواطنين وممتلكاتهم، والقيام بدور فعال وإيجابى فى المرحلة الانتقالية, وأن واجب الأحزاب السياسية، هو أن تركز على مصير البلاد فى المستقبل، وليس أن تبقى رهينة لعقليات ومعوقات الماضي البائدة". وقال ابي لقد اجريت مناقشات صريحة مع أطراف الأزمة السودانية(وفد المجلس العسكرى الانتقالى برئاسة اخى عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس، ووفد من إعلان قوى الحرية والتغيير، وقوى سياسية سودانية أخرى) . ولقد أجريت مناقشات صريحة مع الجميع اتسمت بروح عالية من المسؤولية والوعى بدقة وخطورة الظرف الراهن. وأكد أن الأمة السودانية تواجه تحديات جساماُ تمس الصميم الوطنى، وقال إن الانانية والمصالح الضيقة والدوافع الفئوية والاطماع السياسية الفردية، لايجوز أن يكون لها مكان فى معالجة الأزمة . ودعا "الشعب السودانى إلى التحلى بالشجاعة المعهودة لدية، وبالشرف والعزة التى هى قيمه الثابته عبر تاريخه المجيد، من أجل أن يظل الجيش والشعب والقوى السياسية مركزين جهودهم على مصير الأمه بعيدا عن الاتهامات المبتذله التى لا قيمة لها". وقال إن الفاعلين السياسيين السودانيين مطالبون باتخاذ قراراتهم بشأن مصيرهم الوطنى فى حرية واستقلالية تامه عن أى طرف غير سودانى مهما كان. وأوضح "أن الأجنبى والأطراف الأخرى مهما كان لن يحمل الهم السودانى كما يحمله السودانيون أنفسهم، وأن الجيش والشعب والقوى السياسية مطالبون بالحاح بالتحلى بالشجاعة والمسؤولية للسير بخطى سريعة فى اتفاق مؤسس لمرحلة انتقالية ديمقراطية وتوافقية وشاملة فى البلاد". وأشار ابي في بيانه إلى "أن بعثة الاتحاد الافريقى والايقاد(منظمة التنمية الحكومية)... ظلت ولا تزال تحت التصرف التام للأطراف السودانية لتسهيل توصلهم للإتفاق المنشود فى أسرع الآجال". وقال:"إن الإصلاحات الإقتصادية والإجتماعية البنيوية يجب أن تحظى بالقدر الكافى من الإهتمام بما يتطلب ذلك من تنظيم وتخطيط إستراتيجى ومنهجى" واختتم بيانه بقوله:"إن اعتماد نهج جديد للحكامة الرشيدة فى البلد، لهو تطلع مشروع مشروط لا غنى عنه لنهضة السودان الجديد، ومهما تكن الظروف فإن جمهورية أثيوبيا الفيدرالية ستظل واقفة بحزم وتصميم إلى جانب السودان الشقيق بكل ما أوتيت من قوة وإرادة وإيمان".