أكد الدكتور يوسف زيدان مؤلف رواية «عزازيل» أن مشكلته مع الكنيسة ليس لها أساس، وأنه لا يوجد فى روايته ما يروج له المنتقدون، بل على العكس فقد أشاد بعض الرهبان بالرواية قبل هجوم الأنبا بيشوى عليها. وقال زيدان: إن الرواية عمل أدبى بحت وليس بينى وبين المسيحية أى شىء، فقد هاجمت الإسلام فى كتابات سابقة، وحاليا أكتب رواية تبرز مغالطات فى التاريخ الإسلامى، فأنا ضد عنف رجال الدين أيا كان وضد من يسخر الدين لتحقيق أغراض سياسية». وأوضح زيدان: إن شخصية هيبا فى رواية عزازيل هى شخصية وهمية من خيالى، ولا يوجد راهب يمكن أن يفعل ما فعله فى الرواية، ولا يجرؤ أن يفكر مثله، وهناك رهبان بدير السريان أشادوا بالرواية قبل هجوم الأنبا بيشوى عليها» وأضاف قائلا: «البعض فهم الرواية خطأ وتسرعوا، فاتخذوا قرارات خاطئة». جاء ذلك خلال الندوة التى حضرها زيدان أمس الأول أثناء حفل توقيعه على «عزازيل» الصادرة عن دار «الشروق» فى مكتبة «بوكس أند بينز» بالمنصورة. وانتقد زيدان فى كلمته تدخل الكنيسة فى أمور الزواج بين المسيحيين، ورفضها زواج مختلفى الطوائف، قائلا: «الكنيسة مالها ومال الزواج فالمسيح قال (مملكتى ليست من هذا العالم)، فعلى الكنيسة أن تترك العالم يعيش كيفما شاء». كما انتقد زيدان تدخل البعض فى علاقة الإنسان بربه وطريقة عبادته، وقال: «ليس من حق أحد أن يتحدث باسم الرب، سواء كان مسلما، أو مسيحيا، ولو مليون مسلم أصبحوا قبطيين فلا توجد مشكلة ولو العكس حدث فلا توجد مشكلة أيضا». وأضاف: ليس من حق أى شخص أن ينتقد الآخر فى أى شىء، وليس من حق أحد على سبيل المثال انتقاد الفتيات غير المحجبات، ويطالبهن بلبس الحجاب». وانتقل زيدان إلى انتقاد الطرق الصوفية قائلا: ما يحدث فى الطرق الصوفية ليس له علاقة بالتصوف، لكنها عبارة عن فلكلور شعبى يشبه ما يحدث فى المناطق الزراعية فعلماء الصوفية مختلفين عن ذلك ولهم نظرة مختلفة وعميقة للعالم» وتابع: ما يحدث مثلا فى الحسين ليس له علاقة إطلاقا بالتصوف، ولا يوجد فى الصوفية ما يسمى بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية». وشدد زيدان على ضرورة مواجهة الفكر بالفكر، فلا يجوز أن تواجه أمن الدولة التطرف بالقمع، وطالب زيدان بأن يكون للإخوان المسلمين حزب سياسى وجريدة ليعرضوا من خلالها أفكارهم. ووصف زيدان العلمانية بأنها «خرافة» وأوضح: لا يمكن أن تكون ولم تحدث فى أوروبا حتى نقتدى بها، فمن يقول إن الدين يجب أن يبعد عن السياسة فهو غير مدرك لما يقول، فلا يمكن أن يكون الدين بعيدا عن السياسة، ولا يمكن تصور سياسة بعيدة عن الدين».