تنفس مشجعو الأرجنتين وعشاق كرة "التانجو" الجميلة في مختلف أنحاء العالم الصعداء ، بعد أن اجتاز منتخب الأرجنتين الورطة التي أوقع نفسه فيها ، وتأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 عقب نجاحه في تحقيق "الصعب" بالفوز على أوروجواي في عقر دارها بهدف ثمين أحرزه "البديل" ماريو بولاتي قبل ست دقائق فقط من نهاية المباراة التي أقيمت على استاد "سينتيناريو" في العاصمة مونتيفيديو ضمن الجولة الثامنة عشرة والأخيرة من تصفيات أمريكا الجنوبية! بهذه النتيجة ، يحجز الأرجنتينيون البطاقة الرابعة والأخيرة للتأهل عن قارة أمريكا الجنوبية إلى المونديال إلى جانب كل من البرازيل وباراجواي وشيلي ، بينما تضطر أوروجواي إلى دخول "ملحق" مع كوستاريكا - رابع مجموعة الكونكاكاف "أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي" - لتحديد فريق واحد فقط للتأهل إلى كأس العالم. وتعد الأرجنتين بذلك الفريق الثاني والعشرين الذي تأهل رسميا إلى نهائيات كأس العالم ، حيث رفع رصيده من النقاط إلى 28 نقطة واحتل بها المركز الرابع خلف الثلاثة المتأهلين ، بينما تأتي أوروجواي في المركز الخامس برصيد 24 نقطة. جاءت مباراة أوروجواي والأرجنتين عصيبة ومتوترة وخشنة من الفريقين بسبب صعوبتها بالنسبة للفريقين ، حيث دخل المنتخب الأرجنتيني المباراة وهو يسعى للفوز لضمان التأهل المباشر إلى المونديال بعيدا عن "حسبة" الملحق في حالة التعادل أو الهزيمة التي تتطلب معرفة نتائج الفرق الأخرى. وظهر في فترات الشوط الأول أن المنتخب الأرجنتيني يحاول الخروج متعادلا على الأقل التي لا تخلو من المغامرة ، وبالفعل ، لعب دييجو مارادونا المدير الفني للأرجنتين بطريقة غلب عليها الشق الدفاعي وتحقيق الزيادة العددية في وسط الملعب والضغط العنيف على لاعبي أوروجواي ، فظهر منتخب أوروجواي الذي يقوده تدريبيا أوسكار تاباريز في بعض فترات المباراة أفضل من ضيفه الأرجنتيني وأكثر خطورة على المرمى ، وخاصة من مهاجمه دييجو فورلان. ولكن مجريات اللعب تغيرت تماما مع تنامي معلومات إلى لاعبي الفريقين تفيد بتقدم شيلي على الإكوادور بهدف ، حيث بدأ الفريقيان يتخليان عن الحذر الدفاعي وشنا هجمات متبادلة على المرميين وسط تشجيع جنوني من الجماهير ، وكان الفريقان يسعيان إلى إحراز هدف يضمنان بهما التأهل المباشر ، وتبدأ خطورة ليونيل ميسي في الظهور رغم الرقابة الشديدة التي تعرض لها ، ولكن الحق يقال إن هجمات وفرص أوروجواي كانت أكثر وأخطر على مرمى الأرجنتين. وجاءت نقطة التحول الحقيقية في المباراة بطرد خوسيه مارتن كسيريس لاعب أوروجواي لحصوله على الإنذار الثاني للعبة خشنة ، وتم احتساب ركلة حرة من هذا الخطأ نفسه ، ليسدد ميسي الكرة فتصطدم بالمدافعين وتصل إلى البديل ماريو بولاتي الذي وجد نفسه والكرة أمام المرمى فسدد كرة قوية على يسار الحارس محرزا هدف التأهل إلى المونديال الذي دفع مارادونا إلى معانقته بحرارة! وفي باقي مباريات التصفيات في أمريكا الجنوبية ، واصل المنتخب البرازيلي نتائجه السيئة بعد ضمان التأهل وتادل سلبيا على أرضه مع فنزويلا بدون أهداف. وفي سانتياجو ، وكما سبق الذكر ، فاز منتخب شيلي على نظيره الإكوادوري بهدف لأمبيرتو سوازو أحرزه في الدقيقة 53 ، وفازت بيرو على بوليفيا بهدف في مباراة غير مؤثرة. أما كولومبيا ففازت على أرضها على باراجواي بهدفين لأدريان راموس وهوجو روداليجا ، ولكن نتيجة المباراة لم تغير من حقيقة تأهل باراجواي للمونديال وفشل كولومبيا في الوصول إلى النهائيات. أما منتخب كوستاريكا الذي ستلتقي به أوروجواي في الملحق ، فكان قد تأهل لهذا الملحق عبر احتلاله المركز الرابع في مجموعة الكونكاكاف بعد تعادله خارج أرضه مع الولاياتالمتحدة بهدفين ، بينما انتزع منتخب هندوراس فوزا ثمينا خارج ملعبها من السلفادور بهدف أحرزه كارلوس بافون في الدقيقة 64 ، للتأهل هندوراس إلى المونديال كثالث الكونكاكاف بعد الولاياتالمتحدة والمكسيك ، بينما تلعب كوستاريكا الملحق مع أوروجواي. وفي أبرز مباريات التصفيات الأوروبية للمونديال ، قاد خليل ألتينتوب وسيرفيت جيتين تركيا إلى تحقيق فوز مهم على أرمينيا بهدفين ضمن المجموعة الخامسة في لقاء اتسم بطابع سياسي بعد أن وقع البلدان على اتفاق للمصالحة بينهما لإنهاء مائة عام تقريبا من العداء ، ولكنها بلغة كرة القدم كان مجرد لقاء "تحصيل حاصل" بعد خروج الفريقين من التصفيات! وفازت إسبانيا على البوسنة والهرسك 5-2 في زينيكا ضمن المجموعة الخامسة ، وهو الفوز العاشر للإسبان على التوالي في التصفيات ، بينما تشارك البوسنة بذلك في الملحق الفاصل. وتأهلت سلوفاكيا للمرة الأولى إلى المونديال بعد فوزها على مضيفها البولندي بهدف ضمن المجموعة الثامنة ، أحرزه المدافع البولندي سيفيرين جانكرتشيك بالخطأ في مرماه في الدقيقة الثالثة ، بينما احتلت التشيك المركز الثالث في المجموعة نفسها بعد تعادلها مع ضيفته آيرلندا الشمالية سلبيا. كما انتزع المنتخب البرتغالي بطاقة التأهل إلى الملحق الأوروبي الفاصل عن المجموعة الأولى بعد فوزه الكبير على ضيفه مالطة بأربعة أهداف ، بينما لم يشفع فوز اسويد على ألبانيا 4-1 لها في التأهل إلى المونديال ولا إلى الملحق. وفي باريس ، تغلبت فرنسا على ضيفتها النمسا بثلاثة أهداف لهدف ضمن المجموعة السابعة ، أحرز الأهداف الفرنسية كريم بن زيمة وتييري هنري وأندريه بيير جينياك ، وسجل للنمسا ماركو يانكو ، ومعروف أن فرنسا ضمنت مشاركتها في الملحق الأوروبي. وفي المجموعة نفسها ، لقيت صربيا هزيمة غير مؤثرة في ختام مشوار التصفيات أمام ليتوانيا 2-1 ضمن المجموعة السابعة. ومن جانبها ، تأهلت سويسرا إلى المونديال بعد نجاحها في خطف التعادل من إسرائيلي بدون أهداف في المجموعة الثانية. أما بالنسبة للكبار الذين ضمنوا التأهل مسبقا ، فقد حققت إنجلترا فوزا كبيرا على بيلاروسيا ضمن المجموعة السادسة بثلاثة أهداف أحرزها بيتر كراوتش "هدفين" وشون رايت فيليبس. أما إيطاليا ، فحققت فوزا صعبا على قبرص الضعيفة بثلاثة أهداف لهدفين ضمن المجموعة الثامنة ، كما فازت بلغاريا على جورجيا 6-2 ، وتعادلت آيرلندا مع مونتينيجرو بدون أهداف ضمن المجموعة نفسها ، لتضمن آيرلندا دخول الملحق. وشهدت مباراة إيطاليا وقبرص تألقا غير عادي من المهاجم ألبيرتو جيلاردينيو الذي سجل ثلاثة أهداف متتالية "هاتريك" في الشوط الثاني ، بعد أن كان فريقه متأخرا بهدفين قبرصيين في الشوط الأول!