فتحت تصريحات الدكتور محمد البرادعى التى أدلى بها ل«الشروق» أمس، جدلا كبيرا بين رموز القوى السياسية، ودفعت بعض الأحزاب للتسابق على إقناع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة. كان البرادعى قد علق موقفه من الترشح للرئاسة لحين عودته إلى مصر نهاية نوفمبر المقبل، نافيا ما تردد عن تلقيه عرضا من بعض الأحزاب للترشح. وكشفت مصادر حزبية معارضة أن الحزب الوطنى أوفد شخصية مقربة من البرادعى منذ فترة ليعرض عليه فكرة تولى رئاسة أحد الأحزاب الصغيرة «فى الغالب هو الحزب الدستورى الحر، وذلك بالتنسيق مع رئيسه وأعضاء الهيئة العليا حتى تتوافر له الصفة الحزبية التى نصت عليها مواد الدستور الخاصة بمواصفات المرشح لرئاسة الجمهورية شريطة أن يكون ذلك لتجميل الشكل الديكورى للانتخابات لتبدو نزيهة» على حد قول أحد المصادر، الذى طلب عدم نشر اسمه. وقالت المصادر إن الموفد ليس شخصية رسمية بل أحد المقربين من الحزب الوطنى حتى يكون فى حل من أى وعود رسمية تجاهه، مشيرة إلى أن نائب رئيس الحزب وهو نائب بالبرلمان أعلن رفضة فكرة رئاسة البرادعى للحزب، لأنه يريد أن يرشح نفسه للرئاسة أيضا. لكن ممدوح قناوى، رئيس الحزب الدستورى الحر، نفى أن يكون نائب الحزب فى البرلمان محمد العمدة معترضا على رئاسة البرادعى للحزب وقال: «العمدة مساعد رئيس الحزب وليس نائبى وممدوح رمزى المحامى أمين المهنيين وكلاهما يرغب فى الترشح للرئاسة كطموح شخصى،لكننى لم أحسم الأمر بعد وإذا وافق البرادعى على رئاسة الحزب سأترك المكان له فورا لأننا نعمل لصالح الوطن». فيما أكد عبدالحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية، أن عددا من ممثلى القوى الوطنية أوفدوا عنهم عالما مصريا كبيرا منذ ثلاثة أشهر لعرض الفكرة على البرادعى، وأن رده أتى دبلوماسيا فلم يقبل ولم يرفض وترك الأمر معلقا. وقال: «منذ ذلك اليوم ونحن نعتبر البرادعى غير مطروح على ساحة الترشح وبدأنا فى البحث عن بديل نطرحه للناس تتوافر فيه الشخصية المستقلة». وأضاف: «فى تقديرى أنه لن يترشح لكن بالفعل هناك من عرض عليه الأمر وإذا أصر على الإنكار سوف نكشف عمن أوفدناه لمقابلته وعن زمان ومكان اللقاء». واستنكر منير فخرى عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد ما تردد عن أن حزبه طلب من البرادعى الترشح للرئاسة، وقال: «هذا غير صحيح على الإطلاق. ولم ولن يفعلها حزب الوفد، لأن البرادعى ليس عضوا فيه». وكانت الوكالة الألمانية قد نشرت تقريرا فى 12 يوليو الماضى يشير إلى استعداد الحزب لمساندة البرادعى إذا ما قرر ترشيح نفسه كمرشح التوافق للمعارضة، وذلك بعد ضمه فورا للهيئة العليا للحزب. ثم قال عبدالنور ل«الشروق» فى السابع من أكتوبر الحالى إن ترشح البرادعى «فكرة هايلة»، لكنه قال إنه غير متأكد من رغبة البرادعى نفسه فى ذلك. وحاولت «الشروق» الاتصال بالدكتور محمد كمال أمين تثقيف الحزب الوطنى وبالدكتور مفيد شهاب وزير شئون مجلسى الشعب والشورى لبيان ما إذا كانت هناك مساع من الحزب الوطنى لإقناع البرادعى، إلا أن كليهما لا يرد على هاتفه المحمول.