قالت د. اعتدال عثمان، إن بحر نجيب محفوظ هو محيط كلما غُاص فيه القارئ تتكشف له عوالم جديدة، مشيرة إلى أنها ستتناول المرحلة الأخيرة في عالم نجيب محفوظ الإبداعي السردي المتمثل في مؤلفاته بعنوان «أصداء السيرة الذاتية»، و«أحلام فترة النقاهة»، حيث قدم خلالهم «محفوظ» مواقف ومخاطبات تنفتح على السؤال، كما تنفتح على لا نهائية التأويل لدى المتلقى عند كل قراءة جديدة لهم، مشيرة إلى أن نجيب محفوظ وظف من خلال هاتين المجموعتين، الصادران عن دار الشروق، نوع جديد من الكتابة السردية المكثفة، وقدم فيهما تجربة مهمة ومختلفة عن أعماله السابقة. وأضافت خلال الندوة التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة، مساء الأحد، بعنوان: «نجيب محفوظ.. رؤى جديدة»؛ بمناسبة ذكرى ميلاده، ومرور ثلاثين عامًا على فوزه بجائزة نوبل للآداب، أن أختيار «محفوظ» لحيلة أدبية جذابة وهى «الحلم»، أضفت على النصوص حركة الخيال الحر، المنطلق كما في الاحلام، استطاع من خلالها أن يعبر عن حكمة الحياة المتراكمة، ويقدم خلاصة تجربته الإبداعية والإنسانية، وكذلك رؤيته للوجود والواقع، كما تضح فيها رؤيته للعالم وتطلعه إلى الُمثل والقيم العليا في الحياة ومنها: «الحرية المساوة والعدل والحب»، إلى جانب قضايا الوجود الكبرى كالموت والقدر والمصير، لافتة إلى أن نجيب محفوظ توارى وراء قناع الشيخ «عبد ربه التائه»، ليبث شجونه، ويكشف عن إدراكه للعالم بحرية أكبر. وشارك في اللقاء عدد كبير من الأدباء والنقاد والمتخصصين، منهم: الروائي يوسف القعيد، مقرر للجنة القصة القصيرة بالمجلس الأعلى للثقافة، ود. أحمد درويش، متحدثًا عن أولاد حارتنا.. قراءة جديدة، والناقد إيهاب الملاح متحدثًا عن سيرة الحرافيش عند نجيب محفوظ، ود. حسين حمودة متحدثًا عن الأوهام الشائعة حول نجيب محفوظ، ود. محمد بدوي، متحدثًا عن السردية الوطنية في أدب نجيب محفوظ. وتحدثت أ. إعتدال عثمان، عن القصة القصيرة عند نجيب محفوظ، ود. محمد سليم شوشة، متحدثًا عن مجموعته القصصية الجديدة «همس النجوم»، والكاتب محمد شعير، والذي قرأ فقرات من مذكرات نجيب محفوظ، بينما حكى الكاتب والروائي نعيم صبري عن أهم الكتب التي كان يقرأها للأديب الراحل، حيث كان مهتمًا بمتابعة كل جديد على الساحة الأدبية. كما شاركت «دار الشروق»، بعرض مؤلفات نجيب محفوظ كاملة في الأمسية بجانب إصدرات وزارة الثقافة الخاصة بالأديب.