أعلن زاهي حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار يوم الأربعاء أن مصر قررت "وقف كل تعاون" أثري بينها وبين متحف اللوفر الفرنسي طالما لم تستعد لوحات فرعونية تم انتزاعها من جدران مقبرة في البر الغربي في الأقصر. وقال حواس : "لقد اتخذنا قرارا بوقف كل أشكال التعاون مع اللوفر حتى تتم استعادة اللوحات التي سُرقت من مقبرة في الأقصر". وأوضح أن هذا القرار يعني وقف اللقاءات والمحاضرات التي يتم تنظيمها بالتعاون مع المتحف الفرنسي وتعليق عمل بعثة التنقيب التابعة للوفر والتي تعمل في منطقة سقارة بالجيزة. وتابع حواس أن هذا القرار - الذي لم يعلن عنه مسبقا – تم اتخاذه منذ شهرين ، ملمحا بذلك إلى أنه غير مرتبط بفشل وزير الثقافة المصري فاروق حسني في الفوز بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو الشهر الماضي. وأكد حواس أن طلب استعادة هذه اللوحات تم التقدم به إلى متحف اللوفر منذ عام تقريبا , واتهم المتحف الفرنسي بالحصول على هذه اللوحات بشكل غير مشروع , وقال : "إن شراء لوحات مسروقة يعني أن بعض المتاحف تشجع تدمير وسرقة الآثار المصرية". لكن يصعب تقويم تأثير هذا القرار على أرض الواقع , إذ أن عاملين من متحف اللوفر متواجدون في العديد من المواقع الأربعين التي تقوم فيها بعثات فرنسية بعمليات تنقيب بالتعاون مع مؤسسات فرنسية أخرى مثل المعهد الفرنسي للآثار الشرقية والمركز الوطني للبحث العلمي. وقال مصدر فرنسي إن المناخ الذي تولد عن هزيمة فاروق حسني في اليونسكو "لا يساعد على سير الأمور" , غير أنه اعتبر أنه يمكن التوصل سريعا إلى حل بشأن هذا الخلاف. وتقول البعثة الثقافية الفرنسية في القاهرة إن الخلاف يتعلق ب"لوحات جدارية كانت تزين مقبرة في وادي الملوك" بالأقصر حصل عليها متحف اللوفر بشكل "شفاف" ، ولكن مصر تعترض على الطريقة التي تم إخراجها بها من أراضيها. وأكد مصدر فرنسي أن الكل يعمل على أن تعود هذه القطع الأثرية إلى مصر بطريقة قانونية تتيح ذلك. وتولي مصر الآن اهتماما كبيرا باستعادة ثروتها الأثرية التي تم تصديرها على مدى سنوات طويلة إلى العديد من متاحف العالم. وتطلب القاهرة في هذا السياق بإلحاح من ألمانيا أن تعيد لها تمثالا نصفيا للملكة الفرعونية نفرتيتي اكتشفه الأثري الألماني لودفيج بوركارت في مصر في عام 1912 ونقله إلى برلين في العام التالي. من جهته ، أكد حواس أن هذه القطع التي انتُزعت من جدران المقبرة سرقت في عام 1975 ، وقد اشترت كريستين زيجلر مسئولة القسم المصري في متحف اللوفر هذه اللوحات عام 1980 رغم معرفتها أنها مسروقة ، وتم عرضها في المتحف عام 2003 ، وهو ما كشف عن وصول هذه اللوحات المسروقة إلى هناك". وفي أول رد فعل من جانبها ، أعلنت إدارة متحف اللوفر الأربعاء أن المتحف "منفتح" على إعادة لوحات فرعونية انتزعت من جدران مقبرة في البر الغربي في الأقصر وتطالب بها القاهرة ، وذلك "في إطار الالتزام بالقوانين" الفرنسية. وأوضحت الإدارة أن عملية إعادة القطع الأثرية انطلقت بالفعل ، ولكن القرار لا يعود إلى المتحف ، لأنه من اجل إعادة القطع الأثرية يجب أولا الحصول على موافقة اللجنة العلمية الوطنية لمجموعات متاحف فرنسا. وأضاف اللوفر أن هذه اللجنة ستجتمع نهاية الأسبوع للنظر في اقتراح إسقاط التصنيف عن هذه القطع الأثرية المعروضة حاليا في المتحف. وفي حالة موافقة اللجنة على إعادة هذه القطع ، فسوف تتم إحالة الأمر عندها إلى وزارة الثقافة التي يجب أن تعطي بدورها الموافقة على إعادة هذه القطع عبر قرار إسقاط التصنيف عن هذه القطع.