تنطلق في أستانة عاصمة كازاخستان، غدا الأربعاء، أعمال المؤتمر السادس لزعماء الأديان العالمية والتقليدية. ويبحث المؤتمر، الذي تستمر فعالياته على مدار يومين، تعزيز دور القيادات الدينية في استتباب الأمن الدولي، من خلال مكافحة التطرف الديني المؤدي إلى الإرهاب، ونبذ الكراهية والعنف. وقال منظمون، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» نسخة منه، إن زعماء بارزين من الديانات السماوية الثلاث «الإسلام والمسيحية واليهودية»، من أوروبا وآسيا وأفريقيا، ومن ديانات تقليدية؛ مثل الهندوسية والبوذية، سيشاركون في المؤتمر الذي يقام تحت شعار «قادة عالميون من أجل عالم آمن». ويحظى المؤتمر بدعم منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، التي أقرت السنوات العشر ما بين 2013 و2022، عقدا دوليا للتقارب بين الثقافات، وذلك باقتراح من كازاخستان. ويبحث المؤتمر مواضيع مثل «دور الزعماء الدينيين والسياسيين في التغلب على التطرف والإرهاب، والأديان والعولمة: التحديات والمواجهات». وكان وزير الخارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف صرح مؤخرا بأن مؤتمر هذا العام سيكون مكرسا لدور القيادات الدينية في الحفاظ على عالم آمن. وأضاف: نتوقع من الزعماء الروحيين أن يحققوا نتائج ذات معنى من أجل بناء الثقة والاحترام المتبادل، ومحاربة التطرف الديني، وخلق عالم آمن. ولفت إلى أن المؤتمر سيشهد مشاركة زعماء سياسيين ورؤساء منظمات دولية وممثلين عن المجتمع المدني. وتأكدت مشاركة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كما تأكدت مشاركة ناصر عبد العزيز الناصر الممثل الأعلى لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، والذي سيشارك كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش. وكانت دورات سابقة قد شهدت مشاركة ملوك ورؤساء ومسؤولين كبار. وشهدت السنوات الماضية تنامي ظاهرة الإرهاب وبروز تنظيمات تستخدم الدين ذريعة لارتكاب فظاعات مثل تنظيم داعش. وفي عام 2017، وقعت هجمات إرهابية في مئة دولة حول العالم، بحسب التقرير السنوي لمكافحة الإرهاب الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في 19سبتمبر الماضي، ووقع 59% من هذه الهجمات في خمسة بلدان هي أفغانستان والهند والعراق وباكستان والفليبين، كما وقع 70% من جميع الوفيات الناجمة عن هجمات إرهابية في أفغانستان والعراق ونيجيريا والصومال وسورية، وفق التقرير. وتقدم كازاخستان، وهي جمهورية سوفييتية سابقة وموطن لأكثر من 130 عرقا اثنيا وأكثر من 40 طائفة دينية، نفسها كنموذج للتعايش السلمي بين الديانات والأعراق. وتطمح كازاخستان إلى التحول إلى «مركز دولي للحوار بين الأديان».