تعانى الولاياتالمتحدة فى إدارتها لملف صراع الشرق الأوسط من غياب «سياسة واضحة»، كما أن «طموح أوباما لحل الصراع لا يكفى»، وأن «ما قد تقدم عليه دول عربية من تطبيع محدود لن يقابله وقف الاستيطان الإسرائيلى». هذا خلاصة مقابلة أجرتها الشروق مع الخبير الأمريكى سكوت لازينسكى الخبير فى المعهد الأمريكى للسلام فى واشنطن، والمتخصص فى قضايا الصراع العربى الإسرائيلى.. وهذا نصها. ويقول لازينسكى إن إدارة أوباما تحاول منذ اليوم الأول لها فى البيت الأبيض أن تحرك مسار مفاوضات سلام الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، «رئيس جديد بإرادة جديدة يسعى لحل قضية هامة وشديدة التعقيد». وحسب قراءة لازينسكى فإن أوباما كان يحتاج «أولا أن يدرس أوباما الحقائق على الأرض وأن يستمع أكثر لرؤية أطراف النزاع» قبل أن يقدم على إعلان التزام بإنهاء هذا النزاع شديد التعقد. ويقول لازينكسى إن «ما نراه اليوم هو حالة من انفصال وابتعاد إدارة أوباما عن واقع الصراع». ويرى لازينسكى أن إدارة أوباما تحتاج لان تكون أكثر واقعية، فى تعاملها مع ملف النزاع العربى الإسرائيلى «وأن تتبنى نهج (بعض) الإدارات السابقة فى تعاملها مع ملفات الصراع، مشيرا إلى أن «إدارة بوش الأب وإدارة كلينتون قربت كثيرا أطراف النزاع عن طريق مسارات شائكة وطويلة تم خلالها بناء بعض الثقة وإحداث بعض التقارب بين الأطراف المتنازعة». وحذر لازيسنكى من أن النهج الذى تتبعه إدارة أوباما ب«ترك ملف المفاوضات لأطراف النزاع أنفسهم»، مشيرا إلى أن الأطراف الخارجية تساهم بصورة مباشرة حيث «إنها يمكن أن توفر لإسرائيل ما لا يمكن أن يوفره لها الفلسطينيون، وأن توفر للفلسطينيين ما لا تستطيع إسرائيل إعطاءه لهم، فهى تقرب وجهات النظر و(تسهم كما يمكن للولايات المتحدة أن تفعل بمقترحات) لحل القضايا الخلافية، والتى يمكن حلها، أولا مثل مبدأ الحدود النهائية، ثم الدخول للتفاصيل المهمة مثل قضايا اللاجئين أو القدس لاحقا». ويقول لازينسكى إن ترك الملف للأطراف «سيؤدى فقط لدعم قوى التطرف على الجانبين». ويحذر كذلك من الالتزام بأى إطار زمنى أو تواريخ محددة، مشيرا إلى أن السوابق فى هذا الشأن كلها يؤشر تجاه الفشل. ويقول «إذا ما أقدمت إدارة أوباما على وضع خطة بإطار زمنى ورفضها أى أطراف النزاع سيكون هذا بمثابة الكارثة». ووصل لازينسكى أن ما تقوم به إدارة الرئيس أوباما منذ اليوم الأول فى البيت الأبيض بل وما قامت به باستضافة لقاء جمع الرئيس الأمريكى مع الرئيس الفلسطينى ورئيس الوزراء الإسرائيلى «هو دبلوماسية نشطة فقط». ويضيف أن أوباما لم يتمكن حتى الآن من صياغة استراتيجية واضحة للتعامل مع هذا الصراع المعقد، وهذا هو مكمن القلق خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لم يظهر حتى الآن «رغبة حقيقية فى التفاوض» كما أن الانقسام لايزال يسود المشهد الفلسطينى. ويشدد لازينسكى أن «الطموح الأمريكى الذى جاءت به إدارة أوباما لحل الصراع وحده لا يكفى». فى الوقت نفسه قلل لازينسكى من أهمية الحديث عن إبداء العرب أو بعضهم استعدادا لاتخاذ بعض الخطوات التطبيعية تجاه إسرائيل وقال «لا أعتقد أنه أصبح يهم إسرائيل كثيرا أن تسمح السعودية بمرور طائراتها المدنية فوق أجوائها، أو أن تفتح إسرائيل فى المنامة مكتبا تجاريا»، وأضاف «لا أعتقد أنه سيكون هناك تأثير كبير لخطوات التطبيع العربى إذا ما حدثت على سلوك حكومة نتنياهو فيما يتعلق بالاستيطان». وحسب لازينسكى فإن الإسرائيليين «غير مهتمين كثيرا بالتطبيع إذا ما كان الثمن هو وقف كامل للأنشطة الاستيطانية». وحسب تقدير لازينسكى فإن الكونجرس «يقوم بدور جيد تجاه جهود إدارة أوباما الخاصة بسلام الشرق الأوسط، ولم يعارض الكونجرس مطالب أوباما بوقف وتجميد كل الأنشطة الاستيطانية، ولا يقوم الكونجرس بالتدخل الكبير فى صنع التصور الأمريكى لسلام الشرق الأوسط»، إضافة إلى ما يقدمه من تمويل للدول المعنية بعملية السلام فى الشرق الأوسط والمشاركة فيها بما يسهم فى إبقاء هذه الدول على مسار السلام. من ناحية أخرى، استبعد لازينسكى، بصورة غير مباشرة، أن يتمكن أوباما من إنجاز اتفاق سلام تاريخى بالضرورة كل مسارات الصراع فى الشرق الأوسط، وقال «لن يكون باراك أوباما آخر رئيس أمريكى يتعامل مع ملف صراع الشرق الأوسط، وحتى لو نجح أوباما فى إيجاد سلام دائم سيكون هناك حاجة دائمة لدور أمريكى بين أطراف النزاع»، مشيرا إلى دور أمريكى فاعل فى دعم استقرار المصرية الأمريكية.