لم تختلف الأجواء كثيرا بين ما يحدث فى المسجد الأقصى فى القدس، وما حدث فى الجامع الأزهر فى القاهرة أمس، حيث اشترطت أجهزة الأمن التى حاصرت الأزهر فى وقت مبكر من صباح أمس على المصلين المتوجهين لأداء صلاة الجمعة إبراز البطاقات الشخصية، واستبعدت كل من ثبت أنه من غير سكان الأزهر والحسين والمناطق المجاورة، وذلك لإجهاض المظاهرة التى دعت إليها بعض القوى السياسية للتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى. ورفضت قوات الأمن دخول الصحفيين والمصورين والنشطاء إلى المسجد وطلبت منهم التوجه لمسجد الحسين المجاور، إلا أن العشرات من نواب الإخوان ونشطاء حزب العمل المجمد وشباب 6 أبريل وحركة كفاية نجحوا فى التسلل إلى داخل المسجد ونددوا عقب الصلاة بالاعتداءات الأخيرة على المسجد الأقصى، مستنكرين حالة الصمت العربى. وانتقد محمد السخاوى أمين تنظيم حزب العمل منع الأمن لمئات المصلين من أداء صلاة الجمعة فى الأزهر، مؤكدا أن ذلك مخالف لقول الله تعالى «فى بيوت أذن الله لها أن يذكر ويرفع فيها اسمه»، حيث خلا ثلاثة أرباع المسجد من المصلين أثناء صلاة الجمعة. وانتقد نواب الإخوان ومنهم الدكتور محمد البلتاجى وتيمور عبدالغنى، التناقض الكبير فى الموقف المصرى، وأشارا إلى أنه فى الوقت الذى يستقبل فيه النظام قادة الكيان الصهيونى فى شرم الشيخ يمنعون أفراد الشعب من أن يعبروا عن غضبهم فى وجه الحماقات الإسرائيلية. وقال محمد عبدالقدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين إن الأمن منعه من الاقتراب من المسجد وأجبروه على العودة إلى منزله فى تاكسى بصحبة ضابط شرطة أجبره على دفع الأجرة. وردد المتظاهرون «على الأقصى رايحين شهدا بالملايين» كما رفعوا لافتات كتبوا عليها «تحرير الأقصى من الصهاينة يبدأ بتحرير مصر من العملاء». ولم يغفل خطيب الجامع الأزهر الحديث عن واقعة الاعتداء على المسجد الأقصى، وأشار فى خطبته إلى أن من حسن علاقة العبد بربه هو أن يدافع عن المقدسات الدينية مطالبا جموع الأمة الإسلامية بالتوحد فى وجه الهجمة الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية فى فلسطين. وقالت سيدة مسنة إنها تغلبت على آلامها وجاءت للمسجد للمشاركة فى التظاهرة، تكفيرا عن دعائها لأوباما بالفوز فى الانتخابات الأمريكية، ثم اتضح لها بعد ذلك أنه أحد أسباب ما يحدث للأقصى الآن. واختلف نواب الإخوان مع نشطاء حزب العمل الذين هتفوا ضد الرئيس مبارك، وطالبوهم بالتركيز على القضية الأساسية وهى «الأقصى». وانتشرت قوات الأمن المركزى بكثافة حول المسجد والمناطق المحيطة به، وحاصرت 20 سيارة أمن مركزى وسيارات أمن مدرعة والمئات من رجال الشرطة بالزى المدنى «فرق الكاراتيه» بوابات المسجد.