فى خطوة فاجأت القوى السياسية المشاركة فى مؤتمر جوبا، أعلنت الأحزاب الجنوبية عن انسحابها من المؤتمر، متهمة أحزاب المعارضة الشمالية بأنها جاءت لتغيير وإزالة اتفاقية السلام الشامل. ووصفت الأحزاب الجنوبية زعماء المعارضة الشمالية بأنهم وراء مشكلات السودان واندلاع الحرب بالجنوب، فيما أشادوا بزعيم المؤتمر الشعبى حسن الترابى واصفين إياه بأنه «شيخ المجاهدين» وأول من أعلن الجهاد بالجنوب. والأحزاب المقاطعة منها أربعة مشاركة فى الحكومة وهى الجبهة الديمقراطية المتحدة والمنبر الديمقراطى وجبهة الإنقاذ الديمقراطية وحزبان غير مشاركين هما العمل والجبهة الديمقراطية لجنوب السودان. وانتقدت الأحزاب رئيس حزب الأمة القومى الصادق المهدى، مشيرين إلى أنه يهتم ب«أرض الجنوب وليس أهله» متسائلين كيف له أن يتحدث عن اتفاقية السلام وهو لم يكن طرفا فيها. وكان المهدى قد دعا إلى تعديل الاتفاقية بحيث لا يجرى استفتاء شعبى لتقرير مصير الجنوب عام 2011 ويستعاض عنه بتصويت بين نواب الجنوب فى البرلمان السودانى. ودعت الأحزاب الجنوبية شعب جنوب السودان ألا يستمع لقرارات مؤتمر جوبا، معتبرين المؤتمر مبنيا على إزالة اتفاقية السلام. وحذر القيادى بجبهة الإنقاذ الديمقراطية وعضو برلمان الجنوب ديفيد ييل داك فى تصريحات خاصة ل«الشروق» من مغبة العبث باتفاقية السلام قائلا: إنها ليست للتغيير وإنما للتنفيذ، وأضاف داك: إن هذه نهاية اللعبة لأحزاب المعارضة الشمالية قائلا: كفانا ما حدث فى الماضى من مرارات من الإسلاميين، مشددا على أن الجنوبيين لن ينخدعوا مرة أخرى. وأوضح أنه رغم المكائد والمؤامرات إلا أن أهل الجنوب يسيرون نحو تنفيذ نيفاشا. من جانبه اتهم أندريا كونج الأمين العام للمنبر الديمقراطى لجنوب السودان ووزير الاتصالات بولاية الوحدة، الحركة الشعبية بخداع الأحزاب الجنوبية وتهميشها وعدم إعطائها فرصة كى تتحدث، مشيرا إلى أن أحزاب الجنوب تلقت أجندة المؤتمر جاهزة، وذهب إلى أن هناك تلاعبا مهدت له زيارتا المهدى والترابى الاستباقيتان بهدف التحالف مع الحركة الشعبية واستثمار خلافات شريكى الحكم لمصالحهما الشخصية. ووصف كونج انسحاب الأحزاب الجنوبية المشاركة بالمؤتمر بقصة «الأسد والثعلب والحمار»، موضحا أن موقفهم يأتى حتى لا يكونوا مثل الحمار الذى قطع رأسه بسبب الخداع. من ناحية أخرى اتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان المؤتمر الوطنى بأنه وراء انسحاب هذه المجموعة بهدف إفشال المؤتمر. وقال الناطق الرسمى باسم الحركة يان ماثيو إن انسحاب هذه المجموعة الصغيرة لا يؤثر على المؤتمر فى شىء ولا يضعفه، واصفا تصريحاتهم وانسحابهم بالتصرفات الصبيانية. وفى رده على سؤال ل«الشروق» حول اتهام الوطنى بتلقى الحركة تمويلا خارجيا للمؤتمر، قال: إن الحركة منذ أن بدأت العمل السياسى و«هى تتهم بالتأمرك والتصهين، مطالبا إثبات ذلك من قبل من يقولون ذلك وإما أن يكونوا كاذبين». وحول ما إذا كانت الحركة دعت الدكتور لام أكول للمشاركة قال: إن الحركة لا تدعو أشخاصا وأسرا، مضيفا أن اكول جزء من مخطط الوطنى للهجوم على الحركة، فى إشارة إلى أن الوطنى يثير الجدل حول المؤتمر تخوفا من نتائجه التى تمثل خطرا عليه.