ما زال راعى الكنيسة المرقسية فى الإسكندرية القس إبرام إميل يتذكر حين كان طفلا كيف كانت فرحته بشهر رمضان، ذكرياته معه لن تفارق مخيلته رغم انشغاله، إذ هو أيضا سكرتير مجمع الآباء الكهنة بالإسكندرية. يرى القس إبرام إميل، أن انتظار الشهر كان وما زال عادة مصرية مهمة، يقول ل«الشروق»: «كنا ننتظر الشهر ونزين الشوارع بالفوانيس ونشارك فى إفطارات مشتركة مع الجيران والأصدقاء». ويضيف: «هذا شهر الخير ينتظره المصريون كلهم من العام للعام، نحن فيه كمسيحيين نشارك أشقاءنا المسلمين الفرحة، نحتفل به حتى نصل إلى العيد». لكن القس إبرام يرى أن انشغال المصريين إلى وسائل التواصل الاجتماعى ربما أدى بهم لحياة افتراضية غابت فيها مظاهر الاحتفال، ولم يعد الناس حريصين على التواصل الإنسانى العميق، «الكل منغلق على ذاته حتى على مستوى الأصدقاء والأسرة». وبرغم ذلك، يرى القس أن رمضان بوصفه شهرا للعبادات، هو فرصة حقيقية لعلاج آفات «السوشيال ميديا»، يوضح: «أصدقاؤنا المسلمين يخصصون أوقاتهم فى الشهر للعبادة وصفاء الروح وقراءة القرآن». ويصف القس إبرام، مصر فى شهر رمضان بأنها ذات طابع احتفالى تسهر فيه الشوارع، فهو فرصة حقيقية للقرب بين المسلمين والمسيحيين، يقول: «منذ طفولتى أحرص على الاحتفال مع أصدقائى المسلمين فى رمضان، نتبادل الأطعمة الحلوة، والأكلات الطازجة». وشارك القس إبرام مع أصدقائه فى تنظيم بعض موائد الرحمن، كما شارك فى تنظيم يوم لإفطار أصدقائه فى الكلية من المسلمين، فرمضان فرصة للزيارات واللقاءات. وأوضح القس إبرام: «إفطارات الوحدة الوطنية لم تختفِ، ولكن ربما استبدلتها بعض الكنائس بأشكال أخرى من المشاركة، فكنائس كثيرة تقوم بتوزيع شنطة رمضان أو شنطة الخير على المحتاجين، وبعض شباب الكنائس يقف قبل الإفطار بوقت قليل على نواصى الشوارع لتوزيع مياه وعصير وأكل بسيط للناس الذين ما زالوا فى الشوارع». وذكر إبرام: «وزعنا فى الكنيسة المرقسية شنطة الخير فى رمضان على المحتاجين، وهى عبارة عن منتجات غذائية وبعض المشروبات الخاصة برمضان، وهى موجهة بالأساس لعابرى السبيل وأفراد شرطة المرور وكل من تضطرهم ظروف عملهم للتواجد فى الشوارع وقت الإفطار، وكلما سنحت الفرصة لا نتوانى عن عمل الخير للجميع». وتحرص الكنائس على رفع لافتات للتهنئة بشهر رمضان خارج أسوار الكنيسة. وربط القس إبرام، بين أنوار فوانيس رمضان، والفوانيس التى تُصنع وتضاء من القرع العسلى فى عيد الغطاس وهو ما يطلق عليه عيد الأنوار، يقول: «الأنوار عموما من مظاهر الاحتفالات».
