قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول منع المساعدات واتخاذ مواقف من الدول التي تصوت على قرار في الأممالمتحدة مضاد للقرار الأمريكي بشأن القدس، هو حديث «غوغائي ومغازلة للمواطن الأمريكي». وأضاف «الفقي»، خلال لقائه ببرنامج «يحدث في مصر»، المذاع عبر فضائية «MBC مصر»، مساء الأربعاء: «كلام ترامب يلقى قبولًا عند المواطن الأمريكي الذي يدفع الضرائب ويرى أن هذه الدول لا تساعده، وكلامه استعراض أمام المواطن». واستطرد: «حديث الرئيس الأمريكي شغل مصاطب وإذا اختلفت معه فلن تجد أحد آخر لتتحدث معه، لأن كافة الأجهزة الأمريكية مختلفة معه أيضًا، فهو رئيس بلا كتالوج أو سابقة تاريخية أو حزبية يُبني عليها». وأوضح أن ترامب يعبر عن فئة من المجتمع الأمريكي، ترى أن كافة الدول الأخرى مديونة للولايات المتحدة، وعليها أن تدفع ديونها، متابعًا: «هو ليس لقيطًا أو نزل من السماء ولكنه يعبر عن فئة موجودة بالفعل في أمريكا ترى أن الولاياتالمتحدة دائنة لكل هذه الدول». وعن المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، نيكي هيلي، الذي تحدثت عن تدوين أسماء الدول التي ستصوت للقرار المضاد للقرار الأمريكي، قال: «هي مندوبة ترامب وليس الولاياتالمتحدة وكلامها مسطح جدًا وعفوي للغاية». وقال إن الموقف المصري من القرار الأمريكي بشأن القدس، لن يؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين، باعتبار رد الفعل المصري متوقعًا ومفهومًا نظرًا لأهمية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر لديها مسؤولية تاريخية تجاه القضية الفلسطينية، ومن المتوقع أن تتخذ موقفًا من القرار وهو ليس عداء ثنائي للولايات المتحدة ولكنه اعتراض على دعم إسرائيل. وأوضح أن مصر تعترض فقط على جزئية واحدة وهي نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وهو أمر مخالف لكافة القوانين والقرارات الدولية، مشيرًا إلى حديث الفلسطينيين حول البحث عن وسيط آخر لأن الولاياتالمتحدة لم تعد وسيطًا نزيهًا. وأشار إلى مطالبة الولاياتالمتحدة لمصر في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بمساندة قراراتها في عدة قضايا بالمنطقة إلا أن مصر رفضت في أكثر من مرة وهو ما قابله تهديد أمريكي، متابعًا: «كان التهديد مبطنًا أو سافرًا ولكن لم نستجب لذلك، وهم غير جادين في تهديداتهم وحتى إذا حدث خفض للمعونة فهو قرار غير مفاجئ».
