خسر وزير الثقافة فاروق حسنى المرشح المصرى لمنصب مدير عام اليونسكو تقدمه المريح على منافسيه أمس بعد أن تعادل فى الجولة الرابعة مع المرشحة ايرينا بكوفا بحصول كل منهما على 29 صوتا فيما مثل انقساما كاملا لأصوات الدول ال58 الأعضاء فى المجلس التنفيذى للمنظمة الأممية وهو الموكل إليه عملية الانتخاب. وجاءت قسمة الأصوات مناصفة بين حسنى وبكوفا بعد أن دخلا الجولة الرابعة التى عقدت مساء أمس فى مقر اليونسكو بباريس وجها لوجه على خلفية انسحاب المرشحين الأوروبيين الآخرين لصالح بكوفا وكذلك انسحاب اللحظة الأخيرة للمرشحة الأكوادورية ايفون عبدالباقى، المدعومة أساسا من الولاياتالمتحدة، فى إطار صفقة انتخابية وصفتها مصادر مصرية فى باريس بأنها جرت بالأساس بمبادرة أمريكية هادفة لدعم بكوفا فى وجه حسنى. ومثلت النتيجة «تطورا غير إيجابى وإن كان متوقعا» لحملة حسنى، على حد قول أحد أعضاء الحملة. وقال: «كنا نتابع استمرار المفاوضات والصفقات التى كانت تهدف بالأساس لمحاولة إيقاف الوزير»، مشيرا إلى «توافق فى وجهات النظر» والمصالح بين «عدد ليس بالقليل» من المنظمات اليهودية الأوروبية ذات التأثير على مواقف الحكومات الأوروبية وبين الولاياتالمتحدة فى «محاربة» حملة فاروق حسنى. وحسب مصادر حملة حسنى فإن ما حققه المرشح المصرى يعد نتيجة «لا بأس بها رغم كل شىء» بالنظر إلى ضراوة الجهود الدبلوماسية التى أنفق فيها الكثير من الوقت والوعود بل والأموال السياسية لوقف حسنى. بل إن حسام نصار مستشار وزير الثقافة والمسئول عن حملته الانتخابية اعتبر أن النتيجة التى حققها حسنى فى الجولة الرابعة تمثل انتصارا كبيرا جدا فى ظل ما يواجهه المرشح المصرى الذى وصفه نصار بأنه «يمثل طموحا عربيا إسلاميا جنوبيا من تحالف مضاد من قوى عظمى». وقال: «إن دولا كبرى دبرت انسحابات مفاجئة من أجل إنهاء المنافسة فى الجولة الرابعة (أمس) غير أن فاروق حسنى استطاع الحصول على 4 أصوات إضافية بالمقارنة بالجولة السابقة فى مواجهة تحالفات قوى عظمى، رافضا فى الوقت نفسه تسمية هذه الدول». وأضاف نصار الموجود فى العاصمة الفرنسية «إن هناك تحالفا واضحا وصريحا ضد فاروق حسنى لمنعه من الوصول إلى المنصب من جانب العديد من القوى العظمى وبدون أى مبرر»، مشيرا إلى أن فاروق حسنى يمثل بلدان الجنوب كما أنه ملم بثقافات الشمال وهو خير من يمثل الحوار بين الشمال والجنوب.. معربا عن أسفه لأن دول الشمال ترفض الموقف الذى يمثله فاروق حسنى. وأضاف «إن من يتغنون بالحوار بين الشمال والجنوب حولوا الأمر إلى مبارزة بين الجانبين بلا أى مبرر». وفى إشارة إلى أن بوكوفا لم تحصد جميع أصوات المجموعة الأوروبية وجه نصار التحية إلى الدول الأوروبية المطلة على البحر المتوسط بالكامل وكذلك بعض دول أوروبا الشرقية التى تدرك المعنى الحقيقى للحوار بين الشمال والجنوب، وهى الدول المؤهلة بالفعل لإقامة هذا الحوار. وحسب المصادر المصرية فى باريس فإن فرص حسنى فى الفوز مازلت موجودة. وقال مصدر إن «الحرب الدبلوماسية» بين فريقى حسنى وبكوفا مشتعلة وتهدف إلى استقطاب ولو صوت واحد من المرشح الآخر مما يعنى حصول أحدهما على ال30 صوتا وبالتالى الفوز بالمنصب. غير أن أحد المصادر قال بعد ساعة من إعلان النتيجة إن التقديرات الأولية تشير إلى إمكانية أن تتنقل 3 أصوات من بكوفا إلى حسنى أو العكس. وأضاف «ستستمر المفاوضات والمشاورات ولن نعلم الحقيقة إلا بعد الإعلان عن نتائج الجولة الخامسة التى ستعقد مساء» اليوم الثلاثاء وسط ترقب كبير وضغوط سياسية متزايدة. وفى حال استمرار التعادل تجرى قرعة بين المرشحة البلغارية والمرشح المصرى لاختيار من سيخلف المدير العام الحالى اليابانى كوشيرو ماتسورا. وكان الرئيس حسنى مبارك قد شارك أمس فى المفاوضات الجارية لإعطاء الدعم لحسنى، واتصل بملك إسبانيا خوان كارلوس ليعرب عن تقديره لموقف إسبانيا الداعم للمرشح المصرى. يشار إلى أن حسنى، الذى تجاوز السبعين عاما من عمره، متخرج فى كلية الفنون جميلة وامتهن التصوير الزيتى، بينما امتهنت بكوفا التى تبلغ العمر 57 عاما العمل الدبلوماسى وترقت فى المناصب إلى أن شغلت منصب مستشار وزير خارجية بلغاريا.