فى الجولة الثالثة لانتخابات اختيار مدير عام جديد لليونسكو، حصد وزير الثقافة فاروق حسنى المرشح المصرى 25 صوتا بزيادة صوتين عن الجولة الثانية. وجرت الجولة الثالثة مساء أمس السبت بمقر المنظمة فى العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة اعضاء المجلس التنفيذى لليونسكو ال58 . ورغم أن حسنى لم يتمكن من الحصول على ال30 صوتا اللازمة حسب قانون المنظمة الدولية للوصول إلى المنصب المتنافس عليه، ولم يتمكن من جنى ال26 صوتا التى كانت حملته قد قدرتها قبيل بدء التصويت، فإنه بقى متقدما حيث تلته المرشحة البلغارية ايرينا بوكوفا ب13 صوتا، بزيادة خمسة اصوات عما جنته فى الجولة الثانية يوم الجمعة، ثم النمسوية بنيتا فيريرو فالدنر المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية ب11 صوتا، بزيادة صوتين. فيما حصلت الاكوادورية ايفون باقى المرشحة المفضلة لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية على تسعة اصوات مقابل ثمانية. وانسحب من المشاركة فى الجولة الثالثة أربعة مرشحين هم الليتوانية اينا مارشيليونتى التى حصلت على اربعة اصوات، وطالبت مؤيديها بمنح اصواتهم لفيريرو. كما انسحب التنزانى سوسبيتر مويجاروبى موجونجو، الذى تقدر مصادر مصرية أن الصوتين اللذين حصل عليهما الجمعة ذهبا لحسنى بعد وعد تنزانيا بمنصب فى المنظمة الدولية فى حال فوز حسنى. وانسحب أيضا البينينى نورينى تيدجانى سربوس الذى حصل على صوت واحد فى الجولة الثانية. وبقى الجزائرى محمد بجاوى مرشحا إلا أنه لم يحصل على أى صوت. وجرى الاقتراع فى جلسة مغلقة سبقتها مفاوضات مكثفة على مسارين، الأول من حملة حسنى التى حاولت بشدة ضمان ال30 صوتا اللازمة للفوز، والثانى فى أوساط المرشحين الأوروبيين حيث تسعى الوفود الأوروبية لدعم مرشحة واحدة. وتجرى هذه الاتصالات بتدخل أمريكى مباشر وبالحاح من عدد من المنظمات اليهودية حسب مصادر «الشروق» فى باريس لمحاولة الاتفاق على مرشح واحد «لايقاف تقدم حسنى». وبالرغم من تراجعها عن المعارضة العلنية الحادة لحسنى فإن الولاياتالمتحدة لا تخفى تفضيلها لعدم حصوله على منصب مدير عام اليونسكو. ومازالت هناك تفسيرات متفاوتة لموقف بلد المقر، فرنسا من ترشيح حسنى. ففى حين قال بعض المسئولين فى الحكومة الفرنسية ان بلادهم ليست بالضرورة داعمة، قال آخرون أن العبارات التى تم استخدامها لا توحى ولا تعد بالتأييد. ويقول مصدر مصرى فى باريس ان فرنسا أقرب للدعم منها لمعارضة حسنى وذلك بعد اتصالات مكثفة أجرتها السفارة المصرية فى باريس واستعانت فيها بتدخلات من كبار الرسميين فى القاهرة، بما فى ذلك مؤسسة الرئاسة ولجنة السياسات بالحزب الوطنى. وطالب حاخام فرنسا الاكبر جيل برنهايم الحكومة الفرنسية بتوضيح موقفها بشأن ترشيح حسنى، مشيرا إلى أنه «منزعج بشدة» من احتمال أن يكون على رأس اليونسكو، مركز الثقافة العالمية، رجل يتحدث عن «حرق كتب». ومن جانبه قال شيمون صموئيل اليهودى الفرنسى البارز وعضو مركز سيمون فيزنتال اليهودى أنه لا يثق فى الاعتذار الذى قدمه حسنى «عشية انتخابات اليونسكو» وإنه لا يثق فى أن حسنى غير بالفعل المواقف التى كان أعرب عنها إزاء حرق الكتب الإسرائيلية. واختلف مع صموئيل سيرج كلارشفيلد اليهودى البارز وواحد من أكبر الأصوات الناطقة ضد معاداة السامية. أما حسنى، على حد قول مصادر حملته، فما زال متحليا بالأمل وما زال يصر على أن الاتهامات التى توجه ضده سواء بمعاداة السامية أو بقمع الحريات هى اتهامات مجحفة، لأن قراراته كوزير لثقافة مصر ترتبط فى الأساس بما يقبل به الشعب المصرى ويقره قانون البلاد. وكان مصدر تحدث ل«الشروق» من مقر اليونسكو بباريس ظهر السبت، قبيل التصويت قال إن الحملة حصلت على وعود بنحو خمسة أصوات. غير أنه أشار إلى أن الوعود لا تنفذ بالضرورة بالكامل. وأضاف «سبق أن حصلنا على وعود لم تنفذ ونحن نتحرك على أساس أن الحسم سيكون فى الجولة الخامسة». وتقوم إستراتيجية فريق حسنى على السعى الدءوب لتزويد القاعدة التصويتية بصورة «مستقرة ومتصاعدة»، من خلال التركيز على أصوات مجموعات جغرافية بعينها خاصة المجموعة الأفريقية. وستعقد الجولة الرابعة يوم الاثنين، وإذا لم يتم اختيار أى مرشح فى هذه الجولة ستجرى جولة اقتراع خامسة وأخيرة الثلاثاء تقتصر على المرشحين اللذين يحتلان الصدارة. وفى هذه الحالة يذهب المنصب للمرشح الحاصل على العدد الأكبر من الأصوات حتى لو لم يحصل على ال30 صوتا.