ناقش الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى في برنامج «لدي أقوال أخرى» على «نجوم إف إم»، مذكرات الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، التي صدرت عن «دار الشروق» في الأسواق مؤخرًا، تحت بعنوان «كتابيَه». وقال عيسى، بعد عمر طويل مديد في العمل الدبلوماسي، ومنذ دخوله وزارة الخارجية عام 1957 حتى تقاعده عن أمانة الدول العربية في 2011، عاش عمرو موسى تاريخًا طويلًا في الساحة السياسية، ووصفه بأنه رجل يملك «كاريزما»، وجماهيري، وشخصية ذات بريق وإشعاع زعامي، ولعب دورًا في حياتنا السياسية والرسمية، ما يسمح لنا أن نصف المذكرات ب«الحدث المهم». وأضاف، أن صدور مذكرات لأي سياسي مصري، وبالتحديد بحجم عمرو موسى، خاصة وجوده بالقرب بل وفي دوائر صنع القرار المصري والعربي، يمكنا من الإطلاع على تلابيب الحقيقة في اتخاذ القرار. وأشار إلى أن كتاب مذكرات عمرو موسى عبارة عن ذكريات موثقة لأنها لم تسجل يوميًا، مشددًا على أن ذلك الكتاب مهم جدًا لأنه يناقش تاريخ حياة أطول وزير خارجية استمر في مقعده أكثر من 10 سنوات كاملة منذ 1991 حتى 2001، وهو ما يميز هذه المذكرات أنها تتطرق إلى 10 سنوات في حياة مصر والعرب. وتابع، أن أهم ما يميز هذه المذكرات أيضًا، هو المحرر التي عمل عليها، والصحفي الذي جلس مع عمرو موسى، الذي عمل على كتابة وتحرير تلك المذكرات، هو الكاتب الصحفي خالد أبو بكر، مدير تحرير جريدة «الشروق» الذي وصفه بالكاتب المتميز والشخصية الرصينة الرزينة، الثقيلة الوزن. وأضاف إبراهيم عيسى، أن خالد أبو بكر لديه القدرة على التعامل مع الصحافة بروح الباحث والتعامل مع البحث بروح الصحفي، وله دورًا مهمًا وكبيرًا في الصياغة، وإن تنوعت أشكالها، فبعضها أخذ صبغة أدبية وتتابع روائي، وأحيانا الانتقال إلى لغة دبلوماسية مسمطة وجافة، مع استخدام مفرط للمستندات والوثائق والخطب، فتحولت إلى شيء متميز أقرب ما إلى ذكريات مطعمة ببحث معمق". وأكمل، كأننا أمام عمرو موسى بنفسه ويتحدث مع ويقدم لنا تقريرًا عن وجوده في المناصب التي تبوأها، ولكننا لا نستطيع أن نصفها بالمذكرات الصافية الضافية، ولكن لا شك أنها «نوع معتبر». واستطرد: أن المذكرات كتاب مهم لشخصية أهم، للرجل الذي تولى وزارة الخارجية بروح منفتحة برغة لأن تتحول وثيقة للسياسة المصرية كما شهدها وعاشها مشاركًا لمبارك خلال توليه الخارجية، وساهم في ذلك وجود محرر وموثق مهم وباحث وكاتب صحفي وهو الأستاذ خالد أبو بكر، وراء تحرير هذه المذكرات. وتطرقت المذكرات إلى أغنية شعبان عبدالرحيم، حيث عبر عمرو موسى عن اعتزازه بها، باعتبار أنه الوحيد بين الرؤساء والزعماء الذي انتجت له أغنية، لافتًا إلى أنها سببت له مشاكل، وأن أحد زملائه قال له إنه سيترك الوزارة، لأنه لن يصلح أن يكون هناك شخص جماهيري بجوار مبارك يشاركه في جماهيريته. وقال إبراهيم عيسى، إن المذكرات السياسية في مصر نادرة، حيث إنها تنقسم إلى نوعين، الأول هو متعلق بزعامة أو شخصية سياسية يكتبون مذكرات يومية وهي تكون نموذجية أو «صِرف»، والنوع الثاني «ذكريات»، وما كتبه موسى يطلق عليه اسم «ذكريات موثقة» لا تكتب بشكل يومي أو منتظم. وأكد أن أعظم مذكرات صدرت عن سياسي مصري في تاريخنا الوطني تعود إلى الزعيم سعد زغلول، التي كتبها في كراسات وأفرج عنها في السيتينيات بعدما أودعت في خزينة بنك مصر بناء على وصيته، على أن تنشر بعد وفاته، قائلا: "كانت حقيقية، وكانت تكتب يوميًا منذ شبابه وحتى كهولته، لأنها كانت صادقة وشفافة، والدليل على ذلك اعترافه فيها بإدمانه للعب القمار". وقال إن عمرو موسى ابن قصر القرية، ومثقف ثقيل الوزن، اكتسب جزءًا كبيرة من لغته العربية الفصحى من جده عضو مجلس النواب السابق، مضيفًا، كان يتعلم شفويًا يوميًا من الجد المعني الحقيقي للبلاغة واللغة العربية، وتطرق إلى عناوين بعض الكتب التي قرأها، ولكنه لم يكن قارئًا نهمًا أو محبًا للقراءة. وفي نهاية حديثه عن مذكرات عمرو موسى «كتابيه»، وجه الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى الشكر إلى المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار النشر العظيمة «دار الشروق»، على هذا الكتاب، مشيدًا في الوقت ذاته بدور الكاتب الصحفي خالد أبو بكر مدير تحرير جريدة «الشروق»، في تحرير وكتابة المذكرات الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية.