ولابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم أسود على كل ظالم هذا المقطع الغنائى من تتر مسلسل ذئاب الجبل الذى ينتمى إلى فن الواو غالبا ما يردده إسلام مع أصحابه، «بيدينا أمل، لما تضيق علينا الدنيا». الواو هو فن شعرى شفاهى عرفه الناس منذ زمن المماليك، يعبر عن الفكرة بشكل مكثف وعميق فى أربع جمل فقط، بشرط أن يكون هناك جناس بين البيت الأول والثالث، والثانى والرابع، وينسب المؤرخون هذا الفن للشاعر أحمد بن عروس، الذى تقول عنه الروايات التاريخية، إنه تحول من قاطع طريق إلى متصوف، استجابة لشرط عروس أحبها، واشترطت للقبول به زوجا أن يتوب، ومن أشهر شعرائه ودارسيه فى العصر الحديث الشاعر عبدالستار سليم، وله كتاب عنوانه فن الواو. ابن عروس وغيره، استخدموا هذا اللون من فنون القول لينتقدوا أوضاع المجتمع ويعبروا عن الظلم المحيط بهم، وخوفا من بطش السلطة، لم يقرنوا أشعارهم تلك بأسمائهم، واكتفى الناس بتكرار جملة «وقال الشاعر» فى بداية كل أربعة أبيات، ولهذا حمل هذا الفن الشعبى اسم فن الواو. هانى خلف وحسين السوهاجى وفضل إبراهيم وعبد الواحد الروبكى، أربعة من شعراء الواو، قرروا أن ينشروا فنهم بطريقة عصرية تعتمد على الإيقاع، وكانت البداية فى حفلهم الأول بساقية الصاوى.. «لأول مرة نغنى الواو، هو فن جميل ينتمى إلينا ويعبر عنّا، ويمكنه أن يمتعنا دون إسفاف ينتشر فى معظم الأغانى حاليا»، يقول محمد شحاتة منسق الحفل، الذى قدم تعريفا موجزا عن الواو خلال الحفل، وأبدى تخوفا من اندثار الفن، الذى يحبه والذى يواجه برأيه خطر الاندثار فى موطنه، بالصعيد. «ها نكمل ولو لوحدنا»، يقول محمد شحاتة بتحدٍ، مشيرا إلى أنه تلقى دعوتين من جامعتى حلوان وعين شمس لإقامة حفلتين من غناء فن الواو. تنجح الربابة واللهجة الصعيدية فى جذب عدد لا بأس به من الجمهور يتزايد مع تعالى أصوات التصفيق، والاستحسان. نامى ورموشى غطاكى والننى يبقى سريرك سبحانه ربى عطاكى اللى ما فيشى فى غيرك إسلام الذى قارب العشرين، انسجم هو وأصدقاؤه مع أبيات الغزل، فطلبوا إعادتها أكثر من مرة.