حسنا فعل وزير الخارجية، أحمد أبوالغيط، حينما وافق على طلب الإدارة العامة للمرور، بمصادرة سيارتين فارهتين تحملان لوحات دبلوماسية تقودهما الفنانتان غادة عادل وآمال ماهر، على أن يتم بيعهما لصالح خزينة الدولة. السؤال الذى يشغل بال المواطن العادى هو ببساطة، كيف تمكنت الفنانتان من الحصول على هاتين السيارتين، وما المزايا التى ستعود عليها من امتلاك سيارة تحمل لوحات دبلوماسية. الطبيعى، أن اللوحة الدبلوماسية مقصورة على سيارات السفارات الأجنبية فى مصر، لتسهيل عملها وحتى لا تدخل فى مشكلات مع إدارات المرور، على أن تتولى الخارجية المصرية مهمة حل كل المشكلات التى تقع بين أصحاب ومالكى هذه السيارات والإدارات والهيئات والوزارات المصرية المختلفة. هذا من الطبيعى، أما غير الطبيعى فهو أن تسعى فنانة معروفة، مثل غادة عادل ومطربة مشهورة، مثل آمال ماهر، إذا صدقت الرواية التى نشرتها صحف الأمس إلى امتلاك مثل هذه النوعية من السيارات. المفترض والواقع، أن غالبية النجوم فى مصر من فنانين ورياضيين وسياسيين يتمتعون أصلا بكل التسهيلات التى تفتح لهم كل الأبواب المغلقة فى سائر المجالات، هم لا يحتاجون إلى كروت توصية، من فلان بيه أو علان باشا.. يكفى اسمهم «وطلتهم البهية» كى يتحقق لهم كل ما يريدون حتى لو كان لبن العصفور. إذا كان ذلك كذلك.. فما الذى يدفع غادة عادل وآمال ماهر كى تسعيان لامتلاك سيارة تحمل لوحة دبلوماسية؟.. المؤكد، حسب ظنى أنهما لا تريدان تهريب المخدرات أو البانجو أو أى شىء ممنوع، بل ربما كانت المسألة أولا وأخيرا هى وجاهة ليس إلا. والبديهى، أنه من حق كل شخص سواء كان فنانا أو فراشا أن «يتمنظر» كما يريد، لكن دون أن يخرق قانونا. البديهى أيضا، أن كثيرا من الفنانين، خصوصا أولئك الذين لا يعرفون الفرق بين دور الفن ودور «الصلصلة فى المكرونة» يتباهون فيما بينهم بصورة تدعو للغثيان من قبيل أن فنانا، سعى بكل السبل لامتلاك سيارة «هامر»، لأن منافسه امتلك نفس السيارة، هذا المنطق يتكرر كثيرا بين الفنانات، ويمكن تفهمه فى إطار الغيرة النسائية، لكن مالا يمكن تفهمه هو أننا ومع سقوط غالبية المحرمات فى سلم القيم، لم يعد هناك ما يفاجئنا. قد تكون هذه الفنانة، أو تلك تسعى للوجاهة والتباهى، لكن من هذا المسئول الذى سولت له نفسه أن يكسر بكل القوانين عرض الحائط، ويسهل لغادة عادل أو آمال ماهر هذه الجريمة؟ هذا المسئول هو الأحق أن يحاكم ويفضح حتى لا يتكرر الأمر، إذا استمر هذا الانفلات فلن نفاجأ غدا حينما نقرأ أن الفنان فلان يقود دبابة فى شوارع القاهرة، أو أن الفنانة «علانة» تقود هليوكبتر عسكرية.
