ما كانت أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه لتجذب وسائل الإعلام إن لم يكن هو نجل الزعيم الليبى معمر القذافى، وينظر إليه على أنه «الوريث بلا منازع» لوالده الذى يحكم ليبيا منذ «ثورة الفاتح من سبتمبر» 1969. فقد ألقت صحيفة «التايمز» البريطانية فى عددها الصادر يوم الأربعاء الضوء على تفاصيل الأطروحة التى حصلها بها سيف الإسلام القذافى، النجل الأصغر للزعيم الليبى، على درجة الدكتوراه، معتبرة أن أكثر ما يلفت الأنظار فيها هو دعوته إلى المزيد من الديمقراطية على مستوى أنظمة الحكم فى العالم. ففى أطروحته التى تحمل عنوان: «دور المجتمع المدنى فى دمقرطة مؤسسات الحكم فى العالم: من القوة الناعمة إلى صنع القرار الجماعى»، يقول د. سيف الإسلام (37 عاما) إن النظام السياسى القائم حاليا على المستوى العالمى «غير ديمقراطى بدرجة كبيرة»، منتقدا بشدة الدول غير الديمقراطية، التى وصف حكوماتها ب«الاستبدادية، المتسلطة، التى لا تمثل شعوبها». ويقول إن أطروحته، التى أمضى أربع سنوات من البحث لإعدادها فى كلية لندن للاقتصاد: «تحلل المشكلة المتمثلة فى كيفية خلق مؤسسات عالمية حاكمة أكثر ديمقراطية وعدالة»، وتركز على أهمية دور «المجتمع المدنى». ويشدد سيف الإسلام، الذى يلعب دورا بارزا على المسرح السياسى الليبى، على أن «مواطنى الدول غير الديمقراطية يؤكدون أنهم غير ممثلين فى عملية صنع القرار للمنظمة الحكومية العالمية، حتى إذا كانت حكوماتهم ممثلة ببعض السعة، وذلك لأن حكوماتهم استبدادية وقمعية ولا تمثل المصالح الحقيقية لشعوبها». ومرارا نفى نجل القذافى أنه سيرث والده فى الحكم، مرددا أن ذلك يتعارض مع الطابع التقدمى للنظام السياسى الليبى، حسب قوله.