أكد الدكتور أشرف الربيعى رئيس مكتب التمثيل التجارى المصرى فى واشنطن أن مجموعة «والمرت» الأمريكية الخاصة بتجارة التجزئة وعددا من الشركات الكبرى تستعد لزيارة القاهرة قبل نهاية العام الحالى لدراسة الاستثمار فى مجال التجارة الداخلية وذلك بعد الزيارة الناجحة التى قام بها قيادات بالشركة لمصر العام الماضى. وقال الربيعى ل«الشروق» إن عددا من المستثمريين الأجانب من أصحاب كبرى السلاسل التجارية مثل جى. سى. بى، وماسيز، ورالف لورين أعربوا عن رغبتهم فى افتتاح فروع لشركاتهم التجارية فى مصر وأضاف أنها ستقام حول المدن الرئيسية بالدلتا والصعيد لتكون قريبة من الطرق السريعة التى تربط بين مدن ومحافظات الدلتا. مشيرا إلى أن قطاع التجارة الداخلية يعمل به نحو 1.5 مليون عامل وهى قادرة على استيعاب فرص عمل، مشيرا إلى أن ذلك يأتى فى إطار تشجيع وزارة التجارة والصناعة لإتاحة الفرصة لدخول كيانات عالمية كبرى لدخول السوق المصرية بهدف تسهيل حصول المستهلك المصرى على سلعة جيدة وبسعر مناسب بالإضافة إلى توفير السلع خاصة الغذائية منها بأسعار الجملة وتنشيط حركة النقل الداخلى والتوزيع وترويج التجارة الداخلية إلى جانب ما تقوم به هذه الشركات من جهد فى المجال اللوجيستى كالتوزيع والنقل وهو ما ينعكس على قطاعات أخرى يستفيد منها الاقتصاد المصرى ككل وقال الربيعى من خلال موقعى فى مكتب التمثيل التجارى أرى اهتماما أكبر بالمستهلك المصرى عن ذى قبل حيث كان الاهتمام فى السابق ينصب على الصناعة والإنتاج وأرى أن ذلك لا يتعارض مع حق المستهلك فى الحصول على سلعة جيدة فكلما كان السعر محددا على أسس تنافسية كلما انعكس على معيشة المواطن وأكد الربيعى أن على الدولة دورا فى توفير أراضٍ مناسبة لهذه الكيانات بعد غيابها الكامل عن مجال تطوير التجارة الداخلية والتى كانت متروكة بالكامل للقطاع الخاص. وحول التجربة الأمريكية فى مجال حماية المستهلك وكيفية الاستفادة منها أكد الممثل التجارى المصرى بواشنطن أن هناك إجراءات أمريكية متبعة لفحص وضبط السلع المغشوشة والمقلدة خاصة المستوردة منها حيث يتم تصنيف المستوردين من حيث درجة المخاطر بحيث تخضع الرسائل المستوردة من مستوردين مصنفين ذوى درجة مخاطر عالية إلى إجراءات فحص مشددة إلى جانب تعرضهم لمصادرة الضمانات المالية المقدمة من جانبهم بقيمة الرسالة حتى يتم الإفراج النهائى عنها. ويؤكد الربيعى أن السوق الأمريكية تواجه مشكلات كبيرة بسبب السلع المهربة والمغشوشة خاصة الواردة من الصين. مشيرا إلى مباحثات تجرى بين الجانبين الصينى والأمريكى حول إمكانية خفض الجمارك للحد من ظاهرة التهريب، وأشار إلى إمكانية الاستفادة من التجربة الأمريكية فى مجال التجزئة. مشيرا إلى دعوة مكتب التمثيل التجارى بواشنطن رؤساء كبرى الشركات الأمريكية لسلاسل التجزئة للتعرف على فرص الاستثمار المتاحة بالسوق المصرية وقال إن السفارة المصرية فى واشنطن استضافت منذ شهرين حفل الاجتماع السنوى لاتحاد التجزئة الأمريكى بدعوة من مكتب التمثيل هناك حيث تم الاتفاق مع اتحاد التجزئة الأمريكى على التعاون المشترك لتعزيز الوعى لدى مجتمع الأعمال الأمريكى لصناعة التجزئة بالتطورات بالسوق المصرية وبالتالى تشجيع الاستثمارات الأمريكية فى هذا المجال. ثقافة المستهلك الأمريكى وحول ثقافة الاستهلاك فى المجتمع الأمريكى أشار الربيعى إلى أن بأمريكا نحو 6 جمعيات فقط لحماية المستهلك لكنها تتمتع بعضوية كبيرة تصل إلى ملايين الأعضاء لا يشغلها شىء سوى راحة وحماية المستهلك وجهاز حماية المستهلك هناك لا يحل المشكلات الفردية ولكن يحولها إلى الجمعيات فالجهاز ينظر للظواهر غير الطبيعية والتاجر الأمريكى يفضل حل مشكلاته من خلال الجمعيات. وقال إن علينا فى مصر أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، مشيرا إلى أهمية إيجاد آلية للتواصل بين جهاز حماية المستهلك فى مصر وبين الأجهزة المماثلة فى أمريكا التى لها نشاط فى مجال الإعلانات المضللة وفى مجال حماية الملكية الفكرية، وأشار إلى أن ما ييسر من تطبيق نظام حماية المستهلك خاصة فى مجال سياسة الاستبدال والاسترجاع للسلع فى أمريكا هو الاتفاق بين الشركات والجهة الموردة للسلع سواء داخليا أو خارجيا، على استرجاع نسبة من السلع المعيبة تتراوح ما بين 5% و10% منوها بأن الوضع تغير بعد حدوث الأزمة المالية العالمية فلم يعد يسمح باسترجاع السلع لمدة تزيد على شهر بعد أن كانت تمتد فترة الاستبدال والاسترجاع إلى سنة. كما أشار الربيعى إلى تغيرات أخرى شهدتها السوق الأمريكية بعد الأزمة وهو الاتجاه إلى الحمائية التى لا تضر بسياسة التجارة الدولية الأمريكية فأصبح من المعتاد أن ترى لافتات على المحال والسوبر ماركت تدعو المستهلكين إلى شراء السلع الأمريكية أو شراء منتجات الولاية نفسها. دراسات تسويقية وأكد الربيعى أهمية دور مكاتب التمثيل التجارى بالخارج ومن بينها مكتب واشنطن فى التنسيق مع جهاز حماية المستهلك خلال زيارة وفوده إلى الولاياتالمتحدة والاتصال بالأجهزة المعنية. مؤكدا أن هذه المكاتب شهدت تطويرا كبيرا كما أشار إلى الدور المهم الذى تلعبه فى إعداد الدراسات التسويقية وفتح الأسواق أمام السلع والصادرات المصرية وتقديم مصدرين لمستوردين إلى جانب القضاء على معوقات التجارة. مشيرا إلى متابعة المكتب التجارى لأحد المعارض الدولية منذ أسبوعين التى شاركت فيها 10 شركات مصرية فى مجال مستلزمات المستشفيات بما يؤكد على تنوع الصادرات المصرية بشكل كبير كما أكد أنه اصبح من المألوف أن تشاهد فى المكتبات الأمريكية منتجات مصنعة من ورق مصرى.