قال الدكتور أحمد عبدالعاطي أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بطب الإسكندرية، إن مشكلة ارتفاع ضغط الدم مشكلة يعاني منها الكثيرون في مصر والعالم، ففي مصر تبلغ نسبة الإصابة بين الشباب - وهم الأقل من 60 سنة - 26%، أما فوق ال60 عامًا فتبلغ نسبة المصابين 50%. وأشار «عبدالعاطي»، خلال مؤتمر صحفي نظمته إحدى شركات الأدوية مساء أمس، إلى أن 46% من حالات الوفاة في مصر تأتي بسبب أمراض القلب، وهي نسبة تفوق مرضى الأورام أو الرئة أو السكر، والمشكلة الأكبر هنا أن 38% فقط من مرضى الضغط هم الذين يعرفون أنهم مصابون، و24% منهم فقط يأخذون علاج، لكن 8% فقط هم من يأخذون علاج مناسب لحالتهم. وأرجع سبب عدم معرفة المرضى بإصابتهم إلى عدم انتشار الوعي الصحي، موضحا أن الإصابة بالضغط المرتفع ليس لها أعراض، مشددا على أن الوعي بحقيقة المرض وبأهمية العلاج وباستمرارية العلاج خطوات تقي المريض شر الضغط وهو ما نسميه «القاتل الصامت». وأضاف «عبدالعاطي» أن مشكلة الضغط ليس مجرد وجود دواء، ولكن وجود دواء يقلل الجلطات والأزمات القلبية وجلطات المخ؛ ليكون الهدف النهائي هو تقليل الوفيات الناتجة عن جلطات المخ وحماية القلب والكلى والشرايين. وعن أسباب ارتفاع الضغط، قال «عبدالعاطي»، إنها تعود إلى الاستعداد الجيني، ثم بعد ذلك يأتي النشاط العصبي السمبثاوي، وكذلك الملح الذي يزيد نشاط هرمون رنين، لذلك على المريض أن يغير من نمط حياته، وضبط الوزن والتقليل من الملح الظاهر والملح المستتر في الوجبات السريعة. وتابع: «على مريض الضغط سنويا متابعة الأملاح في جسمه عن طريق التحاليل وعمل أيكو على القلب»، لافتا إلى وجود دواء يعد الأول بين مثيلاته واسمه العلمي «ميتوبرولول»، وهو يساعد في تخفيض النبض ويحمي من الأزمات القلبية، كما أنه يحد من مضاعفات الضغط المرتفع. وقال محمود حسنين أستاذ أمراض القلب بطب الإسكندرية، إن السبب الرئيسي لأمراض ضغط الدم هو النشاط المرضي للجهاز العصبي، وأن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى قصور في عضلة القلب وعدم انتظام ضربات القلب. وأضاف «حسنين» أن الدواء الجديد يعمل كمثبط لمستقبلات بيتا، لعقار وجدوا أنه قلل الوفيات بنسبة 41%، وأنه يؤدي إلى الإقلال من السكتة الفجائية للقلب بنسبة 49%، وأنه يحسن أعراض النهجان والتعب وبه يستطيع المريض أن يمارس حياته الطبيعية، مشيرا إلى أن العلاج يستخدم في أوروبا وأمريكا. وقال الدكتور خالد عاطف رئيس الشركة الإنجليزية المنتجة للعقار، إن الدواء مسجل في كل الإرشادات الطبية العالمية لمرضى الضغط والقلب، كما أنه تم مراعاة المريض المصري في تحديد سعر العقار ليصبح 25 جنيهًا شهريًا، مؤكدًا أن العقار ستنتجه الشركة محليًا ليكون متوافرًا لكل المرضى. وأشار محمد صبحي أستاذ أمراض القلب بطب الإسكندرية، إلى أهمية مواكبة التطور العلمي لعلاج المرضى، مضيفا أنه تم عقد مجموعة من ورش العمل لتدريب شباب الأطباء، ثم تعقد جلسة عامة لمناقشة ما تم التوصل إليه من نتائج. وأكد «صبحي» أن مضادات البيتا تأخر طرحها في مصر، رغم أن مخترع مضادات البيتا، سير جيمس بلاك، حصل عنها على جائزة نوبل سنة 1988، ويمكن استخدامه من سن 6 سنوات، كما أنه غير مؤثر على الكلى، وهو الدواء الوحيد الذي له دراسات تؤكد مساعدته في تقليل الأوجاع وتقليل الوفاة بنسبة 40%، وتقليل وفيات القلب بنسبة 50%، كما أنه لا يؤثر على نسبة السكر في الدم.