يشهد رمضان طوفانا من البرامج ذات الميزانيات الضخمة، التى تنافست على استضافة كبار النجوم، وكانت الحصيلة مجموعة من الموضوعات المكررة التى ركزت على أمور شخصية لا تستهدف سوى كشف العورات. برنامج «الجريئة» الذى تقدمه إيناس الدغيدى على شاشة قناة نايل سينما إحدى قنوات النيل المتخصصة، وبرنامج «لماذا؟» الذى يقدمه طونى خليفة على شاشة قناة القاهرة والناس وبرنامج «مذيعة من جهة أمنية» الذى تقدمه هبة الأباصيرى على قناة النيل لايف حتى برنامج «رايحين فين» مع طارق علام الذى يذاع على القناة الثانية، لم يكن لها هدف سوى استدراج الضيوف للحديث فى مسائل شخصية تخصهم أو تخص آخرين، وبعضها يعاقب عليه القانون. على سبيل المثال، إلهام شاهين لديها هذا العام أعمال جديدة كان يمكن أن تتحدث عنها فلديها فيلم مشارك فى مهرجان فينسيا، ومسلسل جديد يذاع فى رمضان، بالإضافة لعدة جوائز حصلت عليها فى الفترة الماضية، إلا أنها حملت قصة إجهاضها ودارت بها على البرامج، وكانت المرة الأولى لاعترافها بهذه الجريمة التى يعاقب عليها القانون فى برنامج «لماذا؟» مع طونى خليفة، وحين علمت إيناس الدغيدى باعتراف إلهام شاهين أصرت على استضافتها فى برنامج «الجريئة» وأسهبت إلهام فى اعترافاتها التى تضعها تحت طائلة القانون. إجهاض إلهام شاهين لم يكن السقطة الوحيدة فى برنامج الدغيدى فقد تحدثت مع خالد النبوى الجنسى عن الشهوة والكبت وبدون ضوابط حتى لا يخرج عن حدود الأدب، كما لو كان هناك اتجاه لتحويل قنوات التليفزيون المصرى إلى قنوات صفراء وسعت إيناس الدغيدى من جانبها لتظهر إلهام شاهين فى صورة المرأة التى تتنازل عن دينها من أجل رجل تحبه. وفى حلقة الفنانة رغدة أصرت إيناس الدغيدى على تصوير علاقة رغدة بالنظام العراقى على أنها علاقة غرامية بالرئيس صدام حسين. إيناس الدغيدى لم تكن مثيرة للجدل فى برنامجها فقط، وإنما عندما حلت ضيفة على طونى خليفة الذى استدرجها للحديث عن الشذوذ الجنسى، وقال لها بوضوح: «لو أنك اكتشفت أن ابنتك شاذة جنسيا كيف ستتعاملين معها؟ وإذا بإيناس وبكل جرأة تقول: لن أفعل لها شيئا ده مرض عادى جدا. هكذا أصبح الشذوذ الجنسى فى رمضان أمرا عاديا جدا. طونى خليفة لم يكتف فى برنامجه بالحديث عن العلاقات غير الشرعية لبعض النجوم كما فعل فى حلقة نيكول سابا حين سألها عن التنازلات التى قدمتها للحصول على البطولة أمام عادل إمام فى فيلم «التجربة الدنماركية». بل وصل الأمر للتشكيك فى شرعية نسب بعض الفنانين، ففى حلقة يسرا سألها عن علاقتها بوالدها والقسوة التى كان يعاملها بها لاعتقاد الأب أنها ليست ابنته. واجهنا طونى خليفة بالاتهامات فقال: «لم أقصد أن أكشف عورات النجوم وما حدث مع يسرا جاء استطرادا لسؤال عن علاقتها بوالدها وبصراحة «لمت نفسى» أننى دخلت فى هذا الموضوع، فما كان يجب أن أعقب على يسرا بالشكل الذى عقبت به. أما إلهام شاهين فهى التى فاجأتنى باعترافها ولم أتوقع منها هذه الاعترافات الجريئة. وقد تكون هذه الحلقات صادمة بعض الشىء لأننى لم أكن أعرف ما هو مسموح وما هو ممنوع فى الشارع المصرى. وإذا كان طونى خليفة لا يعرف طبيعة التليفزيون المصرى فلماذا يتجاوز من يعرفون من مقدمى البرامج المصريين برنامج «مذيعة من جهة أمنية» سار فى نفس الاتجاه وبالتحديد فى حلقة الموسيقار حلمى بكر الذى حاصرته المذيعة هبة الأباصيرى بكل ما هو شخصى حول زيجاته وعلاقاته النسائية دون التطرق للحديث عن أعماله أو تقييمه لما يحدث فى الساحة الغنائية. هبة الأباصيرى بررت ذلك بقولها فكرة البرنامج هى التى تفرض علينا مواجهة الضيف بكل ما يثار حوله من جدل فنحن لا نهتم بكشف أمور جديدة بقدر ما نبحث عن رده على القضايا التى سبق إثارتها. هبة وصفت حلمى بكر فى حلقتها ب«بكريار» وهى تسمية أطلقتها عليه الصحافة، وبرغم ذلك تقول هبة: لدينا خطوط حمراء فى حدود الآداب العامة دون التطرق إلى ما يحدث فى غرف النوم مثلما تفعل برامج أخرى. ومازال فى برامج رمضان الكثير من الحلقات التى يتوقع أن تكشف المزيد من العورات وكأنها موضة هذا العام فى برامج التوك شو.