طوال السنوات العشر، التى قضاها بحى الكيت كات بإمبابة، كان حلم وحيد يراود د. محمد حبيش، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة قنا، وهو لقاء الشيخ حسنى. حبيش الذى تماهت عنده هذه الشخصية السينمائية، التى جسدها الساحر الراحل محمود عبدالعزيز، مع الشخصية الحقيقية التى منحها الروائى الكبير إبراهيم أصلان حياة موازية لحياتها الحقيقية فى حى الكيت كات، لم يعد يهتم بهذه الفروق، بين الشيخ حسنى الروائى والسينمائى والواقعى، ظل ينتظر طيف شخصيته المحببة التى مزجها نجمه المفضل بروحه الفضفاضة، ليظهر له واضعا حدا لهذا الشغف؛ يقول: «طالما انتظرت واعتقدت أنه سيظهر لى، ويتجول بى فى شوارع الكيت كات كما كان يفعل بطل الفيلم». الحيلة الأقرب لفنان مثل حبيش فى هذه الظروف، كانت أن يقوم هو بخلق «الشيخ حسنى» الخاص به، عبر نحت تمثالٍ، ينفخ الروح مرة أخرى، فى شخصيةٍ ظلت بدورها عصية على النسيان، لكن الظروف المادية حالت طيلة هذه المدة دون تحقيق هذا الحلم، حتى جاء خبر وفاة الساحر حزينا ومفاجئا، ما دفع الفنان إلى سرعة إنجاز هذا التمثال رغما عن الظروف المادية، وكأنه خشى أن يرحل الشيخ حسنى «السينمائى» برحيل محمود عبدالعزيز. متحايلا على الصعوبات المادية استطاع الفنان محمد حبيش إنجاز تمثالٍ من الطين الأسوانى، تلقى على إثره ردود الفعل إيجابية، بعد عرضه فى معرض بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، ومن المقرر عرضه فى معرض بالجامعة الأمريكية ديسمبر المقبل. ويتمنى حبيش أن يستطيع إنتاج هذا التمثال مرة أخرى بخامة البرونز، وأن يوضع فى ميدان عام تخليدا لذكرى الفنان الراحل، الذى تعلق به بشدة من خلال أدواره وحسه الفنى، لدرجة أنه لم يكن يصدق أن شخصية الشيخ حسنى سينمائية وليست حقيقية.