«كى مون» يقترح استضافة الدول كل عام 10% من إجمالى اللاجئين بموجب «ميثاق دولى» عقد قادة الدول ال193 الأعضاء فى الأممالمتحدة، أمس، فى نيويورك قمة حول اللاجئين والهجرة هى الأولى من نوعها، لمناقشة أخطر أزمة للهجرة منذ الحرب العالمية الثانية، قبل بدء الدورة السنوية للجمعية العامة للمنظمة الدولية التى يتوجه من أجلها مئات من رؤساء الدول والحكومات فى العالم. وقرر القادة الدوليون تبنى إعلان سياسى بسيط يشدد على «احترام الحقوق الأساسية» للمهاجرين وعلى التعاون الدولى من أجل مكافحة التهريب ومعاداة الأجانب وحصول الأطفال اللاجئين على التعليم. لكن الإعلان لا يتضمن أهدافا محددة بالأرقام ولا التزامات محددة حول كيفية تقاسم أعباء المهاجرين، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. واقترح الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، أن تستضيف الدول كل عام 10% من إجمالى اللاجئين، وذلك بموجب «ميثاق دولى». إلا أن هذا الهدف تبدد خلال المفاوضات وأرجئ الميثاق إلى العام 2018 على أقرب تقدير. من جهتها، اعتبرت أبرز المنظمات غير الحكومية، أن هذه الالتزامات أقل مما يفترض. وقالت منظمة العفو الدولية، إن القمة «تفوت فرصة» للتوصل إلى خطة دولية، بينما لفتت هيومن رايتس ووتش إلى الدول التى استضافت عددا قليلا من اللاجئين مثل البرازيل واليابان وكوريا الجنوبية أو لم تستقبل أحدا على غرار روسيا. وبدورها، رأت منظمة أوكسفام البريطانية غير الحكومية، أن الحكومات «ستتبادل التهنئة إلا أن الالتزامات السياسية أقل بكثير مما يجب لمعالجة المشكلة». وتقدر الأممالمتحدة عدد المهجرين فى العالم ب 65 مليون شخص من بينهم 21 مليون لاجئ فروا من الاضطهادات والفقر والنزاعات. وإزاء هذه الأزمة غير المسبوقة، قالت رئيسة منظمة «أطباء بلا حدود»، فرنسواز سيفينيون للوكالة الفرنسية: «لا نشعر حتى الآن بان هناك إرادة سياسة قوية»، معبرة عن أسفها «لغياب خطة فعلية لإعادة توطين» اللاجئين، ولأن البيان الختامى اكتفى بعبارة «احتجاز أطفال وهو أمر لا نقبل به أبدا». وقالت سيفينيون إن «حماية القاصرين الذين لا يرافقهم بالغون «ويكونون فى وضع ضعيف جدا» مسألة «لم يتم التركيز عليها بشكل خاص». فى المقابل، رفضت ممثلة بان كى مون فى القمة كارين أبو زيد هذه الانتقادات، مؤكدة أن الدول ستلتزم فى البيان الختامى بتحقيق الهدف الذى حددته المفوضية العليا للاجئين. وتدعو المفوضية التابعة للأمم المتحدة، إلى إعادة توطين 5% من مجمل اللاجئين. وهذه النسبة تعادل 1,1 مليون لاجئ فى 2017 فى مقابل مائة ألف فى 2015 أى «أكبر بعشر مرات» بحسب أبو زيد. إلى ذلك، يبحث الرئيس الأمريكى باراك أوباما، اليوم الثلاثاء، فى أزمة الهجرة من زاوية أكثر عملية، حيث دعا نحو 40 دولة مانحة ستتعهد استقبال المزيد من اللاجئين وتأمين فرص تعليم وعمل وزيادة المساعدات إلى أبرز دول الاستقبال التى تجاوزت قدراتها على الاستيعاب. ويعيش أكثر من نصف اللاجئين فى ثمانى دول ذات مداخيل ضعيفة أو متوسطة هى لبنان والأردن وتركيا وإيران وكينيا وإثيوبيا وباكستان وأوغندا. فى المقابل، تستقبل ست من الدول الأكثر ثراء فى العالم «الولاياتالمتحدة والصين واليابان وبريطانيا وألمانيا وفرنسا» 1.8 مليون لاجئ أى 7% فقط من إجمالى اللاجئين، بحسب أوكسفام.