اتخذت المواجهة المهمة التي تقام يوم الأحد في مدينة البليدةالجزائرية بين منتخبي الجزائر وزامبيا بعدا سياسيا غير متوقع بسبب اثنين من اللاعبين الزامبيين الذين يلعبون كمحترفين في إسرائيل. فقد قدم الاتحاد الزامبي لكرة القدم مذكرة احتجاج إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بسبب التقارير التي تحدثت عن أن الجماهير الجزائرية ستستهدف اثنين من لاعبي منتخب زامبيا في مباراة الفريقين ضمن تصفيات كأس العالم لأنهما يلعبان في إسرائيل. وقال إيريك موانزا المسئول الإعلامي في الاتحاد الزامبي إن الجانب الزامبي قال في مذكرته إن الأنباء عن أن الجماهير الجزائرية ستستهدف كلا من ويليام نيوفو وإيمانويل مايوكا لاعبي زامبيا المحترفين في إسرائيل ترددت على نطاق واسع في وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية. يولعب نيوفو في فريق مكابي كريات الإسرائيلي ، بينما يلعب مايوكا في فريق مكابي تل أبيب ، والأخير هذا كان هو بطل أزمة تلويح الفيفا بمعاقبة زامبيا قبل مباراتها الأولى في التصفيات أمام مصر بالقاهرة ، حيث كانت هناك شهبات تحيط بصفقة انتقال اللاعب إلى مكابي تل أبيب ودور غير نزيه لكالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي في إتمام هذه الصفقة. وأشار موانزا في تصريحاته التي نقلتها صحيفتا "زامبيا ديلي ميل" و"تايمز أوف زامبيا" إلى أن هذه الأنباء تثير قلقا بالغا في أوساط الفريق الزامبي الذي سيواجه نظيره الجزائري على استاد مصطفى شاكر بمدينة البليدةالجزائرية في رابع جولات المجموعة الثالثة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وقال موانزا إن الاتحاد الزامبي يريد أن يتأكد من أن المباراة ستقام في أجواء من الروح الرياضية ووفقا لمبدأ اللعب النظيف الذي ينادي به الفيفا دائما ، وكذلك وفقا للقواعد واللوائح المختلفة المنظمة للعبة كرة القدم. وأضاف : "منذ أن علمنا بهذه الأنباء ، كتبنا إلى الاتحاد الجزائري لكرة القدم وإلى الفيفا ، منعا لحدوث أي انتهاك أو إيذاء ، وأخطرنا سفارتنا في ليبيا بشأن هذه التهديدات من الجماهير الجزائرية". وقال أيضا إن بونيفيس مواميلو سيقوم بكافة إجراءات المتابعة اللازمة لهذا الموضوع فور وصول الفريق إلى الجزائر. أما الجانب الجزائري فيتعامل مع الموضوع بجدية تامة ، حيث يعتبر مجرد وجود لاعبين محترفين في إسرائيل على أرضه مسألة مرفوضة وينبغي الرد عليها داخل الملعب ، وهو ما أكدته صحيفة "الشروق" الجزائرية عبر موقعها الإليكتروني حيث قالت : "سنفوز نكاية في اللاعبين الذين ينشطون في إسرائيل"! وأضافت الصحيفة في تعليقها على هذا الموضوع الذي استطلعت فيه آراء بعض االجماهير : "يشكل هذا الأمر استفزازا للأنصار الجزائريين الذين يكنون كراهية شديدة لإسرائيل ، وهو ما عبر عنه (يوسف) من البليدة بقوله "كنا نرغب في الانتصار على زامبيا من أجل المحافظة على الريادة وتأكيد قوتنا في المجموعة ، لكن الآن زاد إصرارنا على الانتصار نكاية في اللاعبين الذين ينشطون في بطولة إسرائيل ، نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ونتمنى فوز بثلاثية". جدير بالذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم كان قد وقع عقوبات مالية على الاتحاد الجزائري لكرة القدم بسبب سلوك جماهيره في مباراة مصر ضمن التصفيات نفسها والتي انتهت بفوز "الخضر" 3-1 ، نظرا لقيام الجمهور وقتها بإلقاء الكثير من المقذوفات النارية على أرض الملعب ، وهو ما دفع الاتحاد الجزائري إلى مناشدة الجماهير بالامتناع عن القيام بأي تصرفات أخرى في مباراة زامبيا قد تدفع الفيفا إلى توقيع عقوبات أكثر تشددا على الجزائر. وعلى الصعيد الفني ، واصل الفرنسي إيرفي رينارد المدير الفني لمنتخب زامبيا تصريحاته الواثقة التي أكد فيها أنه يسعى إلى الفوز على الجزائر في عقر دارها كما فازت عليه في زامبيا ، وكما تعادل فريقه مع مصر في القاهرة ، وقال إن منتخب الطلقات النحاسية ما زال يملك الإصرار والثقة اللازمين لتحقيق هذا الفوز. ووصف رينارد مباراة يوم ب"المواجهة الثأرية" ، وأعرب في تصريحات لوسائل الإعلام بعد وصول بعثة المنتخب الزامبي يوم الجمعة إلى الجزائر عن رغبته في الثأر من المنتخب الجزائري وتحقيق الفوز من أجل ضمان التأهل على الأقل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا التي تستضيفها انجولا مطلع العام المقبل. وقال : "سنعمل على تفادي الأخطاء الدفاعية التي كلفتنا الخسارة في المباراة السابقة ، وسنلعب من أجل تحقيق نتيجة إيجابية .. ربما فكرة الثأر تراود اللاعبين أكثر ، ولو أننا لا نريد ذلك بقدر ما نطمح إلى كسب نقاط إضافية من أجل بلوغ هدفنا المنشود ، وهو التأهل إلى كأس أمم أفريقيا". وبدا المدرب الفرنسي واثقا من تدارك هزيمة المباراة الأولى ، وأكد بأن المعسكر الذي أقامه المنتخب الزامبي في فرنسا سمح بتصحيح العديد من الأخطاء ، فضلا على أنه قال إنه يملك كتيبة تجيد اللعب خارج أرضها. وعلى الجانب الآخر ، خيمت على استعدادات المنتخب الجزائري بعض أجوءا القلق بسبب إصابة عنتر يحيى مدافع الفريق المحترف في بروسيا بوخوم الألماني في كاحل قدمه ، وهو ما يعني احتمال غيابه عن اللقاء. ومن جانبه ، شدد رابح سعدان المدير الفني لمنتخب الجزائر على عدم الاستهانة بزامبيا "لأن كرة القدم حافلة بالمفاجآت" ، وقال : "صحيح أننا تغلبنا على زامبيا خارج قواعدنا ، لكن هذا لا يعطينا الامتياز عليها هنا في الجزائر .. وصحيح أننا نلعب على أرضنا وأمام جماهيرنا ، وهما عاملان يجب أن نستغلهما أحسن استغلال لكسب النقاط الثلاث ، لكن يجب أن نضع في حسباننا أن زامبيا تملك بدورها حظوظا لإحراجنا ورد اعتبارها أمامنا إذا لم نتعامل بجدية كبيرة مع المباراة".