قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية إن دار الإفتاء تدرس قضية منع النساء من المبيت فى منى من الناحية الشرعية بعد أن طلبت منها اللجنة العليا للحج الرأى. وأضاف جمعة أن دار الإفتاء تبحث الأمر وسوف يصدر قريبا بحث بأقوال الأئمة والمذاهب فى هذا الشأن. جاء ذلك فى ملتقى الفكر الإسلامى الذى ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الحسين، حيث أكد مفتى الجمهورية أن الأمة الاسلامية تحتاج للعلم والتعلم كما دعانا رسول الله إليه فى حديثه عن الوصايا السبع. وأوضح أن الحديث أيضا يدعونا إلى العمل والتكافل الاجتماعى والانتماء الوطنى والبناء الإنسانى بتربية شاملة، بألفاظ وأدبيات العصر، وأشار إلى أن دار الافتاء تعكف حاليا على دراسة الرأى الشرعى لمنع النساء من المبيت فى منى، بناء على طلب لجنة الحج. وعن التكافل الاجتماعى قال على جمعة إنه يتضح فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»، وبين المفتى أن هذا التكافل سيعود على المؤمن بطريقة اقتصادية يؤمن بها الاقتصاديون المعاصرون الآن ويطلقون عليها «التعويم»، وهو الأمر الذى يعود بالخير على المجتمع. وخلص إلى ان تطبيق الوصايا السبع وفهمها وتحويلها لبرامج نعيش فيها ونفعلها يجعل مجتمعنا من خيرة المجتمعات، وردا على سؤال حول الاقتراض من البنوك قال على جمعة: «إن هذه القضية بها تلبيس كبير فالقرض فيه أغراض المديونيات، ولا يجوز للمسلم أن يغرق نفسه فى الديون والذى يؤدى به إلى الضرر فى الدنيا والآخرة». وانتقد على جمعة فى سؤاله عن التشدد فى الدين هذه الظاهرة واصفا إياها بالغريبة والعجيبة مشيرا إلى أنها فى طبيعة البشر وأن الاسلام جاء ليرقى بالنفس البشرية. وعن حلف أحد الأشخاص بالطلاق خمس مرات، أجاب على جمعة ضاحكا: «المعروف أنهن ثلاث فكيف يحلف خمسا»، وأضاف: «يجب عليه الذهاب لدار الافتاء لأن مثل هذه المسائل لا تحل بهذه الطريق فسيجلس معه أحد الشيوخ المختصين فى دار الافتاء ليتحقق من الأمر». ودعا كل مسلم بأن ينزع من قاموسه كلمة الطلاق قائلا: «أنا الآن متزوج منذ 35 سنة وعمرى ما ذكرت هذا المصطلح».