شددت أولى ندوات التوعية التى تنظم لمديرى المدارس لتطبيق خطة وزارتى الصحة والتعليم للحد من انتشار إنفلونزا الخنازير على أن ما كان يتقبله مديرو المدارس ومتابعو الصحة المدرسية بالمديريات من وجود أطباء المدارس لساعات قليلة بالمدارس خلال اليوم الدراسى وانصرافهم مبكرا للحاق بأكل عيشهم فى مكان آخر، لن يكون مقبولا خلال الفترة المقبلة التى تستعد فيها المدارس لمواجهة فيروس إنفلونزا الخنازير. واستضافت الندوة التى نظمتها إدارة البساتين ودار السلام التعليمية بالقاهرة أمس الأول الاثنين أكثر من 120 مديرا ووكيلا لمدارسها لتوعيتهم بمرض إنفلونزا الخنازير وأعراضه وكيفية الوقاية منه. وفى حين غالب النعاس البعض وانصرفوا مبكرا آثر البعض الآخر توجيه أسئلة لطبيبة مديرية الصحة التى ألقت نصائح عن كيفية التعامل مع إنفلونزا الطيور والخنازير، خاصة من مديرى ووكلاء المدارس الابتدائية والإعدادية والتى تعانى مدارسهم من كثافة طلابية، من ذلك سؤال أحد المديرين عمن سيوفر الصابون اللازم للوقاية حسبما تقول التعليمات؟ وهنا ردت الطبيبة: إذا لم تستطع المدارس توفير الصابون فعلى كل طالب أن يحضر معه صابونته. ورغم أن الطبيبة تحدثت عن ضرورة تنظيف الأسطح بالمطهرات والمحافظة على نظافة المدرسة خاصة دورات المياه فإن أحدا لم يسأل عمن سيوفر هذه المطهرات يوميا ومن أى بند من بنود الميزانية. بينما ثار جدل داخل الندوة عندما قال أحد مديرى المدارس إن طبيبة المدرسة لا تبقى إلا ساعتين فقط أثناء اليوم الدراسى وأن الزائرة الصحية ليست متفرغة بما يكفى لمتابعة أى حالة طارئة، لأنها تكون مسئولة عادة عن عدة مدارس معا، وهذا لن يساعد فى متابعة حالة الطلاب باستمرار لاكتشاف أى حالات مصابة، وهنا قالت الطبيبة «اللى كان بيحصل زمان مينفعش نعمله دلوقتى» مؤكدة أن الفترة المقبلة ستشهد وجود طبيب المدرسة طوال اليوم الدراسى وقد يصل الأمر إلى وجود أكثر من طبيب فى المدرسة الواحدة فى حالة تفشى المرض بها. وقال يوسف سليمان مديرة إدارة البساتين ودار السلام التعليمية إن هذه الإجراءات تندرج ضمن الخطة التى وضعتها إدارة الكوارث والأزمات بمديرية التعليم بالقاهرة لمواجهة الكثافات المرتفعة بالمدارس خاصة فى إدارات دار السلام والبساتين والمرج وعين شمس، وأن المديرية أعطت لجميع مديرى المدارس مهلة لتقديم خطط لتقليل كثافتها طبقا لإمكاناتها. وطالب سليمان مديرى المدارس بوضع خطة تتضمن متطلبات كل مدرسة لتطبيق هذه التعليمات، وإن لم يذكر ما إذا كانت الإدارة ستوفر كل هذه الطلبات بما فيها توفير عمال للنظافة ومطهرات ومنظفات وإصلاحات وصيانة يومية لدورات المياه أم بعضها فقط، ومدى صلاحية كل مدير مدرسة فى توفير هذه الميزانيات من بنود بعينها من ميزانية المدرسة. إلى ذلك اتخذت إدارة البساتين ودار السلام التعليمية عدة اجراءات لتقليل كثافة الطلاب فى مدارسها والتى تصل إلى 100 طالب فى الفصل الواحد، منها تحويل بعض المدارس للعمل بنظام الفترتين مثل عمل الصف الأول الإعدادى فترة ممتدة بمدارس (السلام الإعدادية بنات ومدرسة أحمد زويل الإعدادية، صقر قريش الإعدادية بنين )، ونقل بعض الصفوف الدراسية من المدرسة ذات الكثافة المرتفعة والتى يصعب تحويلها لنظام الفترتين إلى أقرب مدرسة لها والتى تكون أقل كثافة منها، مثل نقل طلاب الصف الثالث الإعدادى من مدرسة (على مبارك الإعدادية بنين) إلى مدرسة (البساتين الإعدادية بنين)، والتوصية باستغلال جميع الحجرات الموجودة بالمدرسة كحجرات الأنشطة المختلفة وحجرات الإداريين العاملين بالمدرسة كما فى مدارس (مصطفى كامل الإعدادية والسلام الإعدادية بنين والحرية الإعدادية بنات)، وما زالت الفرصة أمام مديرى المدارس لتقديم مبادراتهم وإبداعاتهم لتقليل الكثافة بفصولهم الدراسية.