لا شك أن استخدامنا للكمبيوتر والإنترنت وغيرهما من أدوات التكنولوجيا هم من أهم الأسباب المسئولة عن انبعاثات أكاسيد الكربون المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى بما لها من أضرار بيئية ومناخية واقتصادية كبيرة. فمجرد إرسالك أو استقبالك رسالة بريد إلكترونى إجراء يستهلك طاقة، ومن هنا تبرز أهمية المنتجات والخدمات التى تستهلك طاقة بشكل أقل من غيرها. على سبيل المثال وفى مجال البريد الإلكترونى يقول بوب جورلى خبير تكنولوجيا المعلومات إن خدمة البريد الإلكترونى من جوجل «جيميل» Gmail هى الأكثر حفاظا على البيئة قياسا بباقى خدمات البريد الإلكترونى فى العالم. وتقوم نظرية جورلى على الجهود الكبيرة التى تقوم بها شركة جوجل لجعل مراكزها العملاقة للبيانات Date Centers صديقة للبيئة قدر الإمكان، بتقنيات مثل استخدام المياه لتبريد خوادم البيانات بدلا من أجهزة التكييف واستخدام الطاقة المتجددة وغيرها من التقنيات. والنتيجة هى استخدام الطاقة بالشكل الأمثل وتوفيرها بشكل كبير، وتسجيل أقل نسبة من استخدام للطاقة فى مركز للبيانات، كما يقول جورمى أن مراكز البيانات لمايكروسوفت تسير فى نفس اتجاه جوجل للحفاظ على البيئة. أما فى مجال مشاهدة الفيديو عبر الإنترنت، فتبعا لمركز «بيو» الأمريكى لأبحاث الإنترنت، فإن المزيد والمزيد من مستخدمى الإنترنت يشاهدون ملفات الفيديو عبره بمعدلات نمو وصلت إلى 200% منذ عام 2008 عبر مواقع الفيديو الاجتماعية مثل يوتيوب وفيميو وغيرها. وتعليقا على هذه الأرقام يقول كارل بوركارت الخبير المتخصص فى علاقة الميديا بالبيئة أن هذا النمو فى مشاهدة الفيديو عبر الإنترنت يساهم بشكل كبير فى زيادة انبعاثات ثانى أكسيد الكربون فى الهواء، حيث يتطلب تقليل وقت تحميل الفيديو وإتاحة نسخ عالية التحديد منها يتطلب المزيد من أجهزة الخوادم الضخمة التى تتطلب لتشغيلها المزيد والمزيد من الطاقة. هذا النمو المطرد فى استهلاك الطاقة فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والذى يزيد سنويا بنسبة 10% يزيد من قلق الكثير من المتابعين فى ظل مخاوف كثيرة من مشكلات توافر الطاقة وأثرها على البيئة عموما.