الرئيس الأرمينى: أعضاء البوندستاج لن يخضعوا لضغوط أنقرة.. ويلديريم: دعوا التاريخ للمؤرخين أعرب الرئيس الأرمينى سيرج سركيسيان عن أمله فى ألا «يخضع النواب الألمان للضغوط» التى تمارسها تركيا عند تصويتهم اليوم على قرار لصالح الاعتراف بإبادة الأرمن، فى الوقت الذى وصفت فيه أنقرة تلك الخطوة ب«السخيفة»، محذرة من تبعاتها على علاقاتها مع برلين. وقال سركيسيان فى مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية، اليوم، إنه «لن يكون من العدل عدم تسمية إبادة الأرمن بأنها إبادة لمجرد تجنب إثارة غضب رئيس دولة أخرى»، فى إشارة إلى الرئيس التركى رجب طيب اردوغان الذى أبدى قلقه إزاء تلك الخطوة فى اتصال هاتفى مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس. وأضاف سركيسيان أن «المسئولين السياسيين فى البوندستاج الألمانى (البرلمان) يرون أيضا الأمور من هذا المنظار ولن يقبلوا الخضوع للضغوط»، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ومن المتوقع أن يصوت اليوم أعضاء البوندستاج المؤلف من 630 عضوا لتبنى قرار بعنوان «احياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية آخرى بعد 101 عام»، الذى طرحته كتل الأكثرية البرلمانية محافظو تكتل الاتحاد المسيحى الديموقراطى والاتحاد الاجتماعى الديموقراطى والحزب الاشتراكى الديموقراطى إضافة إلى حزب الخضر المعارض. ولن تحضر ميركل، حسب صحيفة بيلد، تلك الجلسة التاريخية بسبب انشغالها، إلا انها صوتت لصالح النص خلال تصويت تمهيدى جرى، أمس الأول، لدى الكتلة النيابية المحافظة. وشدد الرئيس الأرمينى على ضرورة عدم التخوف من أن يؤدى التصويت إلى إعادة نظر تركيا فى الاتفاق المثير للجدل الموقع بينها وبين الاتحاد الأوروبى للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا قائلا: «الاتفاق هش وسيكون من الصعب تطبيقه على المدى البعيد مع شريك مثل تركيا». وفى أنقرة، قال رئيس الوزراء التركى، بن على يلديريم، أمس، إنه «تصويت سخيف لا قيمة له، يجب أن نترك التاريخ للمؤرخين»، ورغم إشارته إلى أن تبنى النص سيكون له «تأثير سلبى» على العلاقات بين البلدين، شدد على أن «الأضرار ستكون محدودة». وأوضح يلديريم أنه «لن يحصل شىء. هذا النص لا قيمة له بالنسبة إلينا وسيكون باطلا ولا مفعول له»، مستبعدا أن ترد تركيا على التصويت بعرقلة اتفاق الهجرة مع أوروبا. ويؤكد الأرمن أن 1.5 مليون أرمنى قتلوا بشكل منهجى قبيل انهيار السلطنة العثمانية وأقر عدد من المؤرخين فى أكثر من 20 دولة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بوقوع إبادة. فى المقابل، تقول تركيا إن هؤلاء القتلى سقطوا خلال حرب أهلية ترافقت مع مجاعة وأدت إلى مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمنى، فضلا عن عدد مماثل من الاتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الأناضول.
