تحولت قضية منع سرى الشوق لاعبة السلة السويسرية من أصل عراقي من اللعب بسبب تمسكها بارتداء الحجاب إلى قضية رأي عام في سويسرا ، حيث تبادلت مجموعات إسلامية وعلمانية الاتهامات بالعنصرية والتمييز ، فيما التزمت الحكومة المركزية وحكومات الولايات الصمت ، وأدانت معظم الأحزاب السياسية قرار اتحاد كرة السلة المحلي. وشنت مجموعات إسلامية ذات أصول تركية وعربية في مدن لوزان وجنيف وبرن هجوماً حاداً على القرار من خلال الإنترنت ، وضعت عددا من الملصقات في الشوارع ومحطات وعربات المترو تدين قرار منع الحجاب بالعنصرية وتساند مشاركة سرى الشوق مع فريقها "إس تي فاو لوزان" في دوري السلة المحلي. وحملت الملصقات التي تنشر "الشروق" صورة أحدها عبارة "لا مكان للعنصرية في كرة القدم .. فلتلعب سرى" وتوسطتها صورة كرة سلة ملفوفة بالحجاب الإسلامي التقليدي. وفي المقابل تبنى عدد من الناشطين السويسريين على الإنترنت حملة مؤيدة لمنع سرى من اللعب بالحجاب ، وذهبوا إلى أبعد من ذلك بإطلاق شعارات مثل "امنعوا المآذن في سويسرا" و"سويسرا أفضل بدون مساجد وحجاب" ، وهو ما أثار حفيظة اللجنة الفيدرالية لمكافحة العنصرية التي حذرت من استمرار الصدام بين المتطرفين من المسلمين والعلمانيين في سويسرا. واعتبرت اللجنة في بيان لها أن قرار الاتحاد السويسري ينطوي على تمييز عنصري ضد اللاعبات المحجبات ، خاصة أن علماء المسلمين والمتخصصين في دراساته أكدوا أن الحجاب يعتبر جزءاً من الرداء التقليدي لشريحة كبيرة من المسلمات ، وليس ترفاً يمكن التخلص منه بسبب شبهة التمييز. ونشرت صحيفة محلية تصريحات لسرى تؤكد أنها صدمت بسبب تأييد عدد من الشباب السويسري لقرار منعها من اللعب ، والذي قد يؤدي بها إلى الاعتزال ، وأضافت أنها لا تواجه صعوبات عديدة منذ صدور تنويه من اتحاد اللعبة بذلك في يونيو الماضي ، حيث لم تتمكن من المشاركة في مباريات رسمية وتكتفي بالتدريب فقط. لكن هاينتس شلوسل المدير التنفيذى للاتحاد قال إنه من الصعب تغيير لوائح مفروضة من الاتحاد الدولي ، وهو ما أثار تهكم ناشط إسلامي قال لصحيفة "تسيش الجديدة" في لوزان : "يبدو أن كرة السلة أصبحت ديناً مناوئاً للإسلام"!