نفى الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب وجود مواجهة حقيقية بين الإسلام والغرب، واصفا العلاقة ب«سوء الفهم». وقال «على الرغم من وجود بعض الأصوات التى تعادى الإسلام فهناك المئات التى تؤيده» داعيا إلى البعد عن ردود الأفعال العصبية ضد الإساءات المتكررة للإسلام. وأكد الفقى أن النظام الإيرانى الآن يحمل عوامل فنائه وتوقع تحسن العلاقة بين طهران وواشنطن. جاء ذلك فى ملتقى الفكر الإسلامى أمس الأول بالحسين، الذى ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حيث طرح الفقى 4 نقاط مهمة فى العلاقة بين الإسلام والغرب، الأولى منها أهمية إظهار صحيح الإسلام، والتركيز عليه وعلى فقه الأولويات، مشيرا إلى أهمية التركيز على القضايا الرئيسية ثم الفرعية. والنقطة الثانية كما يقول الفقى ضرورة فهم الآخر وضرب مثلا بنبينا محمد (عليه الصلاة والسلام) وكيف كان يفاوض ويتحدث ويجتمع، وكان رجلا سياسيا على نحو غير مسبوق، مذكرا الحضور بمحاضرة ولى عهد بريطانيا فى جامعة أكسفورد عام 1993 التى تحدث فيها عن الإسلام كما ولو كان عالما أزهريا، على حد قوله. ودعا مصطفى الفقى فى المحور الثالث إلى الاندماج فى عالم اليوم وتكنولوجيا العصر والبحث العلمى وأهمية وجود الإسلام فى كل مكان، وقال يجب ألا نغيب عن مؤتمر دولى أو مناسبة لها قيمة، مؤكدا ضرورة التخفف من ردود الفعل، وقال إنه طالب فى المؤتمر الدولى لحوار الأديان بمدريد باستصدار تشريع دولى بوقف التطاول على الإسلام والديانات السماوية بشكل عام. وأشار الدكتور الفقى إلى محاضرة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وكيف أنه تعرض مباشرة للعلاقة بين الإسلام والغرب وكان اختيار إلقاء كلمة أوباما من القاهرة ليرد على كل من شكك فى الدور الإسلامى لمصر. وأوضح أنه تحدث لمستشار الرئيس أوباما عن الخطاب فقال له المستشار إن اختيار القاهرة اكتسح كل العواصم الأخرى، وكان الرصيد الحقيقى هو دور مصر التاريخى فى نشر الثقافة الإسلامية والعربية. ودعا د. مصطفى الفقى إلى عدم الانزعاج من وجود بعض الخدوش التى يتعرض لها الدين الإسلامى من نغمة نشاز وقال «إذا كان هناك من يعارض الإسلام فهناك الكثير من مؤيديه»، وذكر مثالا برئيس الكنيسة البريطانية أسقف كانتربرى عندما صرح بأنه يود إدخال الشريعة الإسلامية فى القانون البريطانى والاسترشاد بها فى بعض القضايا، لأنها تدخل فى القضايا المعاصرة وتستطيع أن تحل مشكلات المسلمين وغير المسلمين فى العالم اليوم. وعن خروج بعض الأشخاص فى الفترة الأخيرة عن الإسلام قال الفقى «لا يؤرقنا خروج واحد أو واحدة من الإسلام»، مشيرا إلى أننا لو حاولنا إحصاء من يدخل الإسلام كل يوم فسنجدهم بالمئات. وردا على سؤال حول مستقبل النظام الإيرانى قال الفقى «النظام الإيرانى الآن يحمل عوامل فنائه فلأول مرة نرى شرخا حقيقيا فى الدولة الإيرانية وتمردا على النظام. وكانت إيران دائما كالإناء المغلق صاحبة بريق من الخارج»، وتوقع تحسن العلاقات بين طهران وواشنطن «بسبب المصالح المتبادلة». وفى السياق نفسه، طالب الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف بالسيطرة على ردود الفعل، مشيرا إلى أن كثيرا منها لا يحكمه العقل وهى تضر وتجعل الآخرين يتمادون أكثر، وقال نحن بحاجة إلى التعامل مع الآخر بشكل ومنطق جديدين وبعقلانية وموضوعية، وأضاف أن الإسلام ليس بالشكل الهامشى الذى تعرضه القنوات الفضائية التى أصبحت كالوباء، على حد تعبيره.
