- محادثات جديدة شهدتها لندن بين وفدى البلدين.. وأنقرة: اتفاق التطبيع على وشك الإتمام.. وإنجازه فى اجتماع مقبل «قريبا» اتفقت تركيا وإسرائيل بعد جولة جديدة من المفاوضات، أمس، فى لندن على «وضع اللمسات الأخيرة» على اتفاق لتطبيع علاقاتهما المتأزمة منذ الهجوم الإسرائيلى على «أسطول الحرية» الذى كان يضم عدة سفن تحمل مساعدات لقطاع غزة المحاصر، حسبما أفادت وزارة الخارجية التركية. وقالت الوزارة فى بيان لها اليوم، نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إن «فريقى (البلدين) احرزا تقدما من أجل وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.. واتفقا على إتمامه فى الاجتماع المقبل الذى ستتم الدعوة إلى عقده قريبا جدا». وترأس المحادثات التى جرت فى لندن نائب وزير الدولة التركى للشئون الخارجية فريدون سيرينلى أوغلو، أما الوفد الإسرائيلى ترأسه جوزف سيهانوفر، الموفد الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والقائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومى الجنرال جاكوب ناجل، بحسب البيان. من جانبها، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية الاستجابة إلى طلب الوكالة الفرنسية بالادلاء بأى تعليق. وجمد البلدان اللذان كانا حليفين فترة طويلة، علاقاتهما بالكامل تقريبا، منذ الهجوم الذى شنته فى 2010 فرقة كوماندوس اسرائيلية على عدد من السفن التى استأجرتها منظمة غير حكومية تركية إسلامية مقربة من نظام الرئيس الحالى الإسلامى المحافظ رجب طيب أردوغان، لكسر الحصار المفروض على غزة. وأسفرت العملية عن مقتل عشرة أتراك. وبعد سنوات من الفتور الناجم عن تصريحات نارية لأردوغان، عادت الحرارة إلى العلاقات واتاحت للبلدين استئناف الاتصالات. وكانت آخر جولة مباحثات بينهما فى سويسرا. ولم يشر بيان الخارجية التركية إلى ملامح الاتفاق المزمع لتطبيع العلاقات بين البلدين، لكن أنقرة شددت فى الماضى على أن رفع الحصار عن غزة الذى يستبعد المحللون حصوله، أمر لا بد منه للتوصل إلى اتفاق. وشدد رئيس الوزراء التركى أحمد داود اوغلو فى تصريح صحفى، أمس، على أن «شروطنا لم تتغير منذ 2010»، فى إشارة إلى 3 شروط: وهى تقديم اعتذار رسمى عن الحادث، وتعويضات مالية عن الضحايا، ورفع الحظر الذى تفرضه إسرائيل على قطاع غزة الذى تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية «حماس». ويعتقد المحللون أن الرغبة فى التقارب التى أبدتها تركيا سرعتها الأزمة الدبلوماسية التى تؤثر على علاقاتها مع روسيا بسبب الحرب فى سوريا، والاهتمام الخاص باحتياطات الغاز الإسرائيلى، لاسيما وأن موسكو هى أبرز مزودى انقرة بالمحروقات. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، الأسبوع الماضى، تخفيف الحصار البحرى الذى تفرضه على قطاع غزة عبر توسيع المنطقة التى تسمح لصيادى السمك الفلسطينيين بالعمل فيها 6 أميال (11 كلم) إلى 9 أميال، وذلك قبالة السواحل الجنوبية فقط لقطاع غزة. وتسمح تل أبيب بدخول بضائع تجارية إلى غزة بشكل يومى لكنها تقيد مواد منها الأسمنت ومواد البناء التى تخشى من أن يستخدمها الناشطون الفلسطينيون فى بناء تحصينات، حسب رويترز. وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو أن قدم اعتذارا رسميا، كما تحدث الرئيس أردوغان هاتفيا مع نظيره الإسرائيلى روفين ريفلين بعد الاعتداء الإرهابى فى إسطنبول فى 19 مارس الماضى الذى أودى بحياة 4 سياح أجانب بينهم 3 إسرائيليين، فضلا عن لقاء الرئيس التركى خلال زيارته إلى الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضى، مندوبين عن جمعيات يهودية.