هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. ما من بطل إلا وله نهاية، فالبقاء على طول الدوام لله وحده.. البرازيل بطل العالم يسقط ويترنح كثيرا رغم ألقابه الكثيرة، يتصدر قائمة التصنيف العالمية ثم يتخلى عنها رغم أن البرازيل معقل ومصنع نجوم الكرة العالمية، وما من منتخب أوربي يحقق لقب الزعامة في القارة العجوز.. إلا وسقط في البطولة التالية. هذا هو حال الأبطال.. لذلك قالوا في الأمثال: "ما طار طير وارتفع.. إلا كما طار وقع"!! ومنتخبنا طار ورفرف وصعد لأعلى أفرع الشجرة الإفريقية, وظل صامدا فوق القمة منذ عام 2006 وينظر للآخرين في سائر ملاعب القارة من فوق.. من العلالي.. وجاء الوقت لينظر إلى نفسه وليبحث ما يجب أن يكون خلال الفترة القادمة، لأن البطل سقط في ليلة بكى فيها على شبابه وعلى ألقابه! سقط المنتخب بخطأ دفاعي باهت وساذج.. وسقط المنتخب من أول دقيقة أمام جنوب إفريقيا عندما بدأ في إهدار الفرص بجهل وسذاجة من لاعبين يفتقدون حساسية التهديف منذ فترة ومعهم كل العذر.. لأنهم خارج نطاق الخدمة في الدوري منذ فترة طويلة! وسقط المنتخب بسبب التشتت الذي عاشه الفريق منذ 25 يناير، وبسبب الاتهامات وعقدة الذنب وآلام التحول الذي ضرب مصر كلها، وشعور اللاعبين بأنهم في بؤرة الاتهام ما بين القرب من أعمدة نظام سابق فاسد أو الانتماء لنظام شبابي عالمي جديد! وسقط المنتخب لأن جهاز شحاتة كله عانى كثيرا على مدار شهرين من انشقاق نفسي وعدم رؤية في نظام الاستقرار الشخصي. وتصنيفهم من بعض وسائل الإعلام على أنهم من حزب المقربين السابقين والمستفيدين من جمال مبارك، فكيف للقائد أن يوجه السفينة بمن عليها وهو مشتت الذهن ومهدد بنسف تاريخه وراتبه معا؟! صحيح أن المنتخب دخل هذا اللقاء في ظروف صعبة جدا، لكن الجميل أن المواطن المصري يلتمس العذر وكل العذر للجهاز الفني واللاعبين في عدم وجود الدوري أو إقامة معسكر وضعف اللياقة الفنية والبدنية.. ورغم ذلك كان الفوز أقرب للاعبين. وأهدرنا أكثر من عشر فرص كانت إحداها تكفي لاقتراب مصر من القمة، ولو حدث ذلك لتغنى الجميع بالفريق وليد الثورة! الفرصة الآن شبه معدومة للوصول إلى كأس الأمم، وبالتالي فاللقب الذي نحمله في الطريق إلى المقبرة, وبالتالي فقد خرج الجيل الحالي من سباق بطولة كأس الأمم. ولن يطول لقبا جديدا حتى يتغير الفريق وتتبدل عناصره التي من الصعب أن يستمر معظمهم لمدة ثلاثة مواسم قادمة! البطل الذي تربع على القمة السوداء.. خرج ولن يعود إلا إذا حدثت ثورة التجديد وبعد أربع سنوات لاسيما أن الفرصة الموجودة الآن لا تتعدى الواحد في الألف.. وربك كبير.. يحيي العظام وهي رميم!! *