هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. قال لي صديقي الذي يعد أحد المثقفين المصريين المعروفين: أنتم يا رياضيين تريدون أن يعود الدوري لكي تلهوا الشعب عن الثورة.. انتابتني دهشة وبقيت لحظات من الصمت أتأمل كيف يكون هذا رأي صديقي العزيز الذي أقدره.. ولكنني رددت عليه بسرعة هل هذا هو رأيك في الرياضة ورسالتها ومغزاها؟ لم يرد ربما لأن السؤال جعله يعيد التفكير في اتهامه للرياضة، فقلت له ألا تريد أن نقول للعالم إن بلدنا بعد الثورة أصبحت أفضل؟ ألا تريد أن يظهر معدن الشباب الراقي الذي حرك الثورة في مدرجات الملاعب ليؤكد أن العصبية والشغب الناتج عن كبت السنوات الماضية قد اختفى وحلت محله روح جديدة نابعة من نجاحاته في الأيام التي عاشها في ميدان التحرير والعديد من شوارع المدن المصرية الأخرى سواء في الإسكندرية أو السويس أو طنطا والمحلة وغيرها؟ وضح أن صديقي بدأ يفكر في إجابة لأسئلتي ولا يجد، فشجعني لكي أواصل سؤاله هل نريد أن تبقى صورتنا أمام العالم أننا لا نزال نعاني من اضطرابات أمنية وأن بلدنا ليست مهيأة لاستقبال السائحين؟ ألا ترى يا صديقي أن عودة النشاط الكروي وظهور شبابنا في المدرجات بأعلام مصر فيه رسالة إلى العالم أن مصر الحرة آمنة مطمئنة وأن الشعب الذي بهر العالم بثورته يستطيع أن يمارس كل أنشطته الحياتية برقي واحترام وأن الأجواء في مصر مهيأة تماما لاستقبال الاستثمارات والسياح وأنه لا توجد مشاكل أمنية أو انقسامات مجتمعية وأن الشعب أصبح يسمو فوق العصبية لنادٍ وأن لوحة الروح الأخوية الجميلة يجب أن تستمر أمام العالم من خلال المباريات. قال: ولكن أمامنا يا أخي موضوعات أهم سواء تعديل الدستور أوالدعوة لانتخابات نزيهة للبرلمان ورئاسة الجمهورية وغيرها من المهام التي تحتاج إلى تركيز الشعب. رددت بسرعة: يا سيدي الفاضل من قال إن عودة الدوري وإعادة الحياة في مصر إلى طبيعتها في كل الجوانب سًيلهي الشعب عن هذه المهام؟ على العكس في تقديري أن الساحة الرياضية هي البرلمان الذي كان الأكثر ديمقراطية وحرية في السنوات الماضية ولقاءات الجماهير في المدرجات فرصة للتشاور وتبادل الآراء لتكون المدرجات برلمانا موازيا وأعتقد أن الشباب الواعي قادر على أن يؤكد للعالم أنه ليس في حاجة إلى قوات الأمن المركزي الكبيرة العدد والعدة التي كانت في تقديري تسيء لنا لأنها تظهرنا أمام العالم كشعب مشاغب يحتاج لهذا الكم الهائل من العسكر لكي لا يشاغب. إنها فرصة تاريخية يا صديقي أن يقول هذا الشباب الذي خرج ليحمي منازله ويحافظ على جيرانه وكل مرافق بلده إنه سيكون في المدرجات بدون حواجز أمنية أو رجال شرطة لأنه شباب متحضر يعرف كيف يحافظ على صورة بلده ويحمي غيره قبل نفسه وأن أختلف معه في المذهب أو الرأي أو غيره.. إننا فقط سنكون في حاجة إلى بعض المنظمين الذين يديرون فقط عمليات الدخول واستلام التذاكر. وواصلت كلامي: إن الشعب الذي خرج لينظف شوارعه ويوزع وثيقة الشرف بأنه لن يدفع رشوة ولن يتحرش بفتاة ولن يتخطى إشارة مرور وغيرها من القواعد الحضارية لابد أن يقدم هذا السلوك الراقي دائما في المدرجات. أومأ صديقي برأسه وبدت موافقته وظهر مستجيبا لما طرحته وقال: فعلا لابد أن الرياضة وخاصة كرة القدم تًظهر التغيير الهائل الذي طرأ على شباب مصر بعد 25 يناير وهو اختبار لابد أن ننجح فيه جميعا. قلت له: إذا أهلا بعودة الدوري من أجل هذه الأهداف السامية.. هز رأسه موافقا. فهل توافقوننا أنتم أيضا أعزاءنا القراء لعلنا نستنير برأيكم في هذا الطرح الذي نجتهد فيه لصالح مصرنا الجديدة؟