في مقابلة خاصة أجرتها شبكة سي إن إن الإخبارية مع السيد عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي بمقر الاتحاد الإفريقي بالقاهرة أكد حياتو أن سمعته كانت ضحية محاولة البعض لتصفية حساباته مع الفيفا وقد وجه إليه البعض اتهامات بالفساد إلا أنه رفض مقاضاة وسائل الإعلام التي نشرت تلك الاتهامات. وأشاد حياتو بالتنظيم الرائع لمونديال 2010, كما أكد أن الاتحاد الإفريقي تطور خلال 25 عاما قضاها في رئاسة الاتحاد على المستوى التنظيمي والترويجي والمالي حتى أصبحت بطولاته من أهم البطولات فى العالم. وكان هذا نص الحوار:- هل تفكر في الترشح لرئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم؟ هذا أمر مستبعد تمام، ولم أصرح من قبل أني سأرشح نفسي لرئاسة الفيفا، رغم أن هناك من طلب مني ذلك، ولكن أرى أن الأمر بعيد عن اهتماماتي. ما حقيقة الاتهامات التي وجهت لك بتقاضي رشى؟ هذا الاتهام كان أمرا مخجلا، وهو يدهشني ويفاجئني في الوقت ذاته، فأنا لم أتورط طوال مشواري الرياضي في أي قضية رشوة، وهو اتهام عار تماما من الصحة. ما تفسيرك لهذا الاتهام؟ ما حدث بالضبط أنه في عام 1995 قرر الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، إحياء الذكرى الأربعين لتأسيسه، ومنحت مؤسسة ( إنترناسيونال سبور ولوازير)، الكاف 25 ألف فرنك سويسري بشكل قانوني ومصرح به من المحاكم السويسرية، سلمتها للإتحاد الأفريقي كمساعدة لتنظيم الاحتفالات بالذكرى الأربعين، ولم أقبل بها إلا بعد عرضها على أعضاء اللجنة التنفيذية للإتحاد الأفريقي لكرة القدم للموافقة عليها، وبعد الحصول على موافقة الأعضاء جرى تحويل هذه المنحة مباشرة لحساب الإتحاد الأفريقي وليس لحسابي الشخصي. للأسف من قصدوا مهاجمة الفيفا عادوا إلى وثائق هذه المؤسسة المتوقفة عن العمل واستخلصوا منها ما كان يبدو لهم مثيرا للفتنة وللشبهات، فكان سهلا عليهم اتهامي بالحصول على رشى وأنا في الواقع منها بريء، بل إنهم روجوا لملايين مع أن الأمر يتعلق بمبلغ لا يزيد عن 25 ألف فرنك سويسري. من تراه وراء هذا الاتهام؟ لا يمكنني أن أتهم شخصا بعينه أو جهة بعينها، كل ما أستطيع أن أقوله أن توقيت ذلك تم اختياره بعناية فائقة وهو توقيت التصويت على البلدين المستضيفين لكأسي العالم 2018 و2022، فالقضية تعود إلى 16 سنة مضت، فلماذا انتظروا كل هذا الوقت لإثارتها على بعد يومين من تاريخ التصويت؟! ألم تفكر في مقاضاة من نشر الاتهام؟ بالفعل فكرت في الأمر على مستوى اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم، لكن بلاتر وبعض الأعضاء قالوا بأنه من الأفضل التريث بعض الشيء، وأؤكد أنني لست المستهدف من وراء تلك الشائعة السخيفة، بل أن الفيفا بجميع جهاته كانت هدفا لهذه الحملات. لماذا اختار الفيفا روسيا وقطر لتنظيم بطولتي كأس العالم 2018 و2022؟ أكبر أهداف الفيفا أن تنهض بكرة القدم في كل دول العالم، وروسيا قوة صاعدة، واعترف أن هناك دول جاهزة من الآن لتنظيم كأس العالم، وأقصد بذلك دولا مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ترشحت لمونديال 2022 وإنجلترا التي ترشحت لكأس العالم 2018، إلا أن سياسة الفيفا تتجه بالأساس نحو نشر كرة القدم في جميع مناطق العالم، صحيح أننا لم نتشاور بهذا الخصوص، على اعتبار أن كل واحد يصوت بما يرضي ضميره، لكننا مجمعون على ضرورة أن ينفتح كأس العالم على مناطق جديدة، وهذا المبدأ عملنا به عندما منحنا للولايات المتحدةالأمريكية تنظيم كأس العالم 1994 وكان مناسبة لننصح الأمريكيين بإحداث بطولة احترافية. أما يتعلق باختيار قطر لتنظيم كأس العالم 2022، فإننا لم نقف عند الذي سجله الآخرون من مؤاخذات، مثل الطقس الحار الذي تعرفه هذه المنطقة في فترة كأس العالم، بل سلمنا أيضا بأن منطقة الشرق الأوسط لم تنظم كأس العالم ومن حقها الكامل أن تحصل على فرصتها. ما هي مواصفات الدول التي تنظم كأس العالم؟ أن تكون لديها ملاعب بمواصفات محددة ومضبوطة، أن تمتلك مرافق صحية وطرق وشبكة اتصالات على أعلى مستوى، وقطر عندما تقولون أن لها المال، فنحن واثقون أنها بهذا المال ستنجز كل ما وعدت به، وكان رائعا أن نسمع أن قطر بمجرد الانتهاء من كأس العالم سنة 2022 ستفكك كل الملاعب التي أقامتها لتصدرها إلى دول هي بحاجة إليها. كيف نظرت لتنظيم جنوب أفريقيا لمونديال 2010؟ عندما منح الفيفا لجنوب أفريقيا تنظيم مونديال 2010 شكك البعض في نجاحها وقال البعض الأخر أنها صفقة خاسرة، وجاءت الحقائق لتؤكد عكس تلك الإدعاءات، فقد كانت كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ثالث أفضل بطولة من حيث الإقبال الجماهيري، فقد شاهدتم الملاعب التي جرت فيها المباريات، وأقول أن هناك دولا أفريقية بمقدورها تنظيم كأس العالم مثل المغرب الجزائر مصر ونيجيريا، وإذا ما منحنا اليوم هذه الدول الفرصة لتحضر نفسها لتنظيم كأس العالم، فإنها ستنظم كأس العالم بشكل جيد. هل تفكر في ترشحك من جديد لرئاسة الكاف؟ عندما تنتهي ولايتي الحالية بعد سنتين سأكون قد أكملت 25 سنة على رأس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، وأعتقد أن أمامي وقت كاف لأفكر فيما سأقدم عليه سواء بإعادة الترشيح لولاية أخرى أو بإعلان انسحابي. كيف تنظر للكاف بعد 25 عاما؟ لا يمكن أن نستمر لمدة 25 سنة من دون أن تكون لدينا سلبيات، ففي بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة تعرض منتخب توجو لهجوم ناري، وهو يستعد للمشاركة في البطولة، هذا حادث مؤسف لا يمكن إلا أن نضعه في الجانب السلبي، ويستطيع المتابع أن يحدد بدقة أين كانت الكاف قبل 25 سنة عندما تسلمت رئاستها وأين هي اليوم، ولكن ما أنا متأكد منه أن الكاف وعلى كافة المستويات (المالي، الترويجي والتنظيمي) تطور بشكل ملفت، وأصبحت بطولاته من البطولات الهامة والكبيرة على مستوى العالم.