اليوم هو الرابع عشر من فبراير، وهو اليوم الذي جرت فيه العادة أن تتلون شوارع مصر باللون الأحمر، من خلال الورود والدباديب وملابس المحبين.. ولكن اليوم مختلف بكل تأكيد.. لم أكن يوما من هؤلاء الذين يهتمون بهذا اليوم، ولم يكن من أولياتي، ولكنه اليوم مختلف باختلاف حياتنا ومصرنا الجديدة التي بدأت مع ثورة الخامس والعشرين من يناير.. ومع عيد الحب أدعو كل من يقرأ كلماتي هذه أن يقف دقيقة حدادا على شهدائنا الأبرار الذي ضحوا بحياتهم من أجل أن نعيش نحن، وأن ندعو لهم -كل بمفرداته- أن يسكنهم الله فسيح جناته، وأن نتعهد لهم بأن دماءهم الطاهرة لن تضيع هباء وأننا سنحاول -قدر ما نستطيع- أن نحقق لهم الحلم الذي تمنوه وضحوا من أجله، وهو أن تكون مصر مصرنا نحن، وأن تعود إلى المكانة التي تستحقها ويستحقونها هم.. مع عيد الحب.. أحمل لهم وردة حمراء بلون دمائهم الزكية.. أبكيهم بدماء حارة صادقة.. أهدئ من روعهم وأقول لهم: عيشوا في حياتكم الآخرة مطمئنين فقد عادت مصر لأهلها.. وأقول لهم: كلنا نشكركم.. ومع عيد الحب.. أقول لبلادي: كل عام وأنت بخير يا بلادي.. وأقول لها: في عيونك يا بلادي.. حزن بادي.. دمعة فرت من عيونك.. ع اللي ضحوا.. لجل ما تعيشي يا غالية.. كل نقطة دم كانت.. لجل ما تكوني أبية.. رافعة راسك ف العلالي.. يا حبيبتي يا بهية.. امسحي دمعة عينيكِ.. واصرخي وقولي: "كفاية.. دم أحبابي في رقابهم.. في رقاب كل اللي خانوا.. واللي باعوا.. واللي قسيوا.. ع الولاد الطيبين.. واللي نسيوا.. إنهم كانوا أملنا.. عاشوا.. ماتوا مخلصين.. " امسحي دموعك يا غالية.. دمهم مش راح يضيع.. صنعهم زاهي.. بديع.. راح يعيش دايما يا غالية.. قلب نابض ف الضلوع.. نبضه اسمك يا حبيبتي.. باعشقك.. ليكِ بانادي: امسحي دموعك.. وحزنك.. من عيونك يا بلادي