الخيار المثالي لمحمد صلاح .. «لا تصدقوه، لقد أضرني»، بهذه الكلمات خرج النجم المصري والمحترف في صفوف تشيلسي - متصدر البريميرليج- محمد صلاح عن صمته، ليجيب عن السؤال الذي كان يُراود الجميع، عن السبب الأول في ما يمر به حاليًا اللاعب الذي تُعلق عليه الجماهير المصرية آمالها في نهضة الكرة مجددًا! كلمات صلاح كانت موجهة إلى وكيل أعماله السابق أوليفر كرونينبرج، والذي خرج بادعاءات أن اللاعب في طريقه للرحيل عن غرب لندن، وهو ما تعارض مع ما قاله مورينيو عقب مباراة سوانسي سيتي، حيث عاد وشدد على رغبته في الإبقاء على النجم المصري، قائلاً «صلاح لن يرحل، كان معي 20 لاعبًا اليوم! بمرض دروجبا وإصابة أثبيليكويتا. لدي قائمة صغيرة! صلاح لن يرحل إلا إذا جاءت الإدارة وأبلغتني أن صلاح سيذهب للإعارة وسنشترى لاعبًا ب50 مليون إسترليني». يقول البعض أن مجرد وجود محمد صلاح في نادي بحجم تشيلسي حتى وإن كان على مقاعد البدلاء، شرف عظيم، لكن هذا «حق يُراد به باطل»، المشكلة أعمق من مجرد لاعب يبحث عن فرص، فصلاح يحمل على عاتقه مستقبل الكرة المصرية، وبقدراته الفنية وبوجوده في تشيلسي أو غيره من الأندية الأوروبية المرموقة، قد يقوم بنقلة نوعية في عالم الاحتراف في الكرة المصرية، ويعزز سمعة اللاعبين المصريين، ما سيعود بالنفع على الكرة المصرية مستقبلاً. الدائرة المحيطة بمحمد صلاح تعاملت معه على أنه سلعة، لاعب يلعب في فريق كبير كتشيلسي، نحاول الاستفادة منه بشتى الطرق، لم يتعاملوا معه على أنه لاعب كرة محترف، صغير السن بحاجة للتطور وللنضوج وللنصيحة البناءة! معاناة محمد صلاح لم تقتصر على الدائرة المقربة منه، بل امتدت للصحافة الإنجليزية، وهنا يمكنني القول أن محمد صلاح يعاني من تمييز من قبل بعض الصحفيين المتخصصين في تغطية تشيلسي. فبعد انتقاد مورينيو لأداء صلاح وشورله في لقاء الفريق أمام شورسبري في كأس إنجلترا، سارع بعض الكتاب الإنجليز للحديث عن رحيل صلاح ووضعوا قائمة للاعبين مرشحين لخلافته، وهو مالم تفعله مع شورله، رغم أن صلاح في هذه المباراة صنع هدفًا وظهر بشكل أفضل من اللاعب الألماني، لكن الأخير لديه علاقات مع بعض الصحفيين، لكنها قامت بالسخرية أيضًا من صلاح لمجرد تسديدة طائشة! في حين يضغط بعض الصحفيين الإنجليز بتحليلات تقلل من قيمة اللاعب بشتى الطرق، راغبين في رحيله لأنه حجر عثرة أمام بعض اللاعبين الشباب في تشيلسي وبعض شباب الأكاديمية. أضف إلى كل ذلك، ما يُعانيه اللاعب من وكيل أعماله السابق، ومن المعروف في كرة القدم أن هناك وكيل أعمال يكون مستوى موكله 90%، لكنه يفشل في «تلميعه» وعرضه بالشكل المثالي ما يجعل مستواه 50%، في حين هناك وكيل أعمال قادر على صنع «شربات من الفسيخ»! كل هذه الأمور، صنعت أزمة صلاح، وقد بدأ الأخير يكسر دائرة الأزمة هذه بتصريحاته الأخيرة، لكن عليه أن يتعلم من أخطائه السابقة، وأن لا يضع مستقبله في يد من يستغله، عليه أن يعرف أنه مازال لاعبًا شابًا، وأن رحيله عن تشيلسي وهو الاحتمال الأكبر لا يعتبر تقليلاً من قيمته، عليه أن يثق في نفسه، وينظر للعديد من اللاعبين الذين رحلوا عن بعض الأندية الكبيرة وهم في ريعان شبابهم لكنهم عادوا كبارًا! التجربة الحالية أكدت أن محمد صلاح لديه كافة المقومات اللاعب المحترف، لاعب يتعاطى تمامًا مع أوامر مدربه، لا يفتعل أي مشاكل بسبب قلة مشاركاته، ورغم صغر سنه والانتقادات التي يتعرض لها سواءً في مصر أو في إنجلترا وأعترف أنني أحد منتقديه، فهو لا يهتم بذلك وكل ما يُفكر فيه هو الاجتهاد والالتزام في التدريبات، والتمسك بأي فرصة يحصل عليها، إذًا هو لاعب محترف بكافة المقاييس، عكس لاعب مصري آخر كان في لندن أيضًا لكنه قام بفعلة غير محسوبة لمجرد أن قام مدربه بتغييره، وانتهت مسيرته الاحترافية بعدها! احتمال رحيل صلاح عن تشيلسي هو الأكبر، لكن دعونا الأول نتحدث عن احتمال البقاء وهو وارد وبقوة، لعدة أسباب هي: 1- عدم وجود نظام المداورة في تشيلسي باعتراف مورينيو نفسه، فهو يمتلك تشكيلة محدودة، وقد استعان بها كلها أمام سوانسي سيتي، كما أكد أنه لن يسمح برحيل صلاح إلا إذا أخذ ضمانات من إدارة النادي بجلب لاعب بقيمة 50 مليون إسترليني، لذلك فإذا قرر السماح برحيل صلاح، فمن هذا النجم الذي سيقبل أن يأتي إلى تشيلسي وهو مقتنع بأنه سيجد صعوبة بالغة في اللعب بشكل أساسي؟! فمورينيو لن يقوم بأي تجارب في هذه المرحلة الحاسمة من الموسم، وسيحافظ على توليفته الحالية، حتى لا تحدث أي هزات للفريق. 2- صلاح يدعم العمق الموجود في تشيلسي تشيلسي مازال ينافس على 4 بطولات حتى كتابة هذه السطور، وبالتأكيد هذا الأمر يجعل تشيلسي بحاجة لكل لاعب يمتلكه، حتى يستطيع التعامل مع هذا العدد من البطولة، وحتى يتمكن من إراحة بعض نجومه، وشئنا أم أبينا فصلاح يدعم تشيلسي في مباريات الكؤوس وبعض المباريات في الدوري ودوري الأبطال. 3- اللعب المالي النظيف يُهدد تشيلسي إذا ما قرر تشيلسي السماح برحيل صلاح، فعليه التعاقد مع بديل له، يوفر له السببين السابقين، وبالتأكيد كما قلنا فتشيلسي مع مورينيو تحديدًا لن يقبل بضم إلا النجوم، كما ذكر المدرب البرتغالي بأنه لن يسمح برحيل صلاح إلا مقابل لاعب سعره 50 مليون إسترليني، وهذا كله في وقت تشيلسي مهدد فيه بسبب قوانين اللعب المالي النظيف! احتمالات الرحيل قبل الحديث عن الوجهة الأفضل لمحمد صلاح إذا ما قرر الرحيل عن «ستامفورد بريدج»، علينا أن نعود بالزمن للوراء لمحاولة التعلم من الأخطاء السابقة، صحيح أن موضوع هل أخطأ في الانتقال لتشيلسي عوضًا عن ليفربول قد قتل بحثًا، وفي رأيي فقد أخطأ، لكن البعض يلتمس العذر لصلاح بتفضيله الانتقال لتشيلسي، عرضِ مغرِ، ومكالمة من أفضل مدرب في العالم يطلب منه الانضمام لفريقه. إذًا تغلبت العاطفة على صلاح وتفوقت على المنطق، كانت هناك فرصة كبيرة لصلاح للتأقلم على أجواء الدوري الإنجليزي مع برندان رودجرز الذي يساعد على تطوير اللاعبين ويؤمن بالشباب، لكن حدث ما حدث قد حدث، لندخل في صلب الموضوع، ما هو الخيار الأفضل أمام محمد صلاح. روما النادي الأقرب لضم صلاح بحسب تقارير، لكن من وجهة نظري فهو لن يُفيد محمد صلاح. ظاهريًا أسلوب لعب روما مناسب لصلاح، فريق يلعب كرة هجومية ويعتمد على الأجنحة وأسلوب لعبه مباشر، وصلاح يحب هذا الأسلوب. لكن في الواقع روما لا يعتمد على المساحات رغم أنه فريق مباشر، إذ يعتمد على مهارات لاعبيه الفردية أكثر من الأسلوب الجماعي، وصلاح لاعب مهاري وسريع، لكنه فرديًا لن يكون مثل جيرفينيو ولا حتى إيتوربي. صلاح لديه القدرة على اللعب كصانع ألعاب وكجناح، كصانع ألعاب ستكون صعبة للغاية لأن مدرب روما رودي جارسيا يعتمد بشكل أساسي على طريقة اللعب 4/3/3، أي يعتمد على الأجنحة، وفي مركز الجناح يمتلك «جيرفينيو ولياييتش وفلورينزي وإيتوربي»، أي أن روما يسعى لانتداب صلاح لتعويض جيرفينيو الذي يشارك في كأس أمم أفريقيا، ما يُعني أنه قد يكون خيارًا لمدة شهر واحد فقط على أقصى تقدير! الدوري الألماني بيئة أكثر من رائعة لتطوير اللاعبين الشباب، وتحضرني تجربة مماثلة تمامًا لتجربة صلاح وهو اللاعب البلجيكي الشاب كيفن دي برواني. عانى من التهميش في تشيلسي إلى أن رحل إلى فولفسبورج وبات واحدًا من أفضل صانعي الألعاب في أوروبا، وأصبح مطلوبًا وبشدة من قبل أندية كبيرة على رأسها مانشستر سيتي، كما ذكرت بعض التقارير. البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز البقاء في الدوري الإنجليزي هو الحل الأفضل من وجهة نظري، فصلاح رغم قلة مشاركاته لكنه «حفظ» الأجواء الإنجليزية وتأقلم كثيرًا، كل ما يحتاجه فقط هو المشاركة والفرص، لا يحتاج لتغيير الأجواء، وهو ما قد يجعله بحاجة لفترات لمحاولة التأقلم سواءًا في إيطاليا أو ألمانيا. مثال على محمد صلاح أن يحتذي به وهو المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، رحل هو الآخر عن تشيلسي، ولمع بقوة مع إيفرتون. نادي هال سيتي جدد اهتمامه بمحمد صلاح مؤخرًا، وهو خيار ممتاز للغاية، يؤمن باللاعبين المصريين ولديه سجل جيد معهم، وقد انهبر بتجربة أحمد المحمدي الرائعة، وجود الأخير أيضًا قد يساعد صلاح، إضافة إلى أن صلاح لن يقع تحت ضغوط كبيرة في نادي كهال سيتي، خصوصًا أن ملاكه مصريين. تواصل مع محمود عبد الرحمن رئيس القسم الإنجليزي على فيسبوك على تويتر