تحليل لقاء آرسنال وبروسيا دورتموند الذي انتهى بفوز الأول بهدفين نظيفين وتأهله رسمياً لثمن نهائي دوري الأبطال.. كتب | أحمد عطا نجح آرسنال في الفوز بواحدة من مبارياته المهمة جداً هذا الموسم بعد أن هزم بروسيا دورتموند بهدفين نظيفين ليتجنب الجنرز الدخول في أي حسابات متعلقة بالتأهل في الجولة الأخيرة بعد ضمانه لمقعد في ثمن النهائي بينما عليه أن ينتظر هدية غير متوقعة من أندرلخت ليحاول الانقضاض على صدارة المجموعة المملوكة للنادي الألماني الذي تذوق خسارته الأولى في البطولة. الآن لنرى الملاحظات التي خرجنا بها من هذا اللقاء.... آرسنال | استراتيجية مختلفة في غياب ويلشير ■تهديف آرسنال المبكر كان شيءً ممتازاً جداً للفريق، لكن الأكثر امتيازاً هو استفادة الفريق من هذا التقدم لأنه جاء متزامناً مع استراتيجية واقعية خاض بها آرسن فينجر المباراة .. ليست كل الفرق قادرة على الاستفادة من تقدمها المبكر ولنا في لقاء ليفربول وتشيلسي قبل أسبوعين خير مثال عندما انخفض مردود الريدز بعد تسجيلهم لهدف التقدم. أما عن استراتيجية فينجر الواقعية فقد تعامل المدرب الفرنسي مع معطيات اللقاء بأفضل صورة ممكنة وقد كرر استراتيجية الأندية الألمانية الحالية في مواجهاتها مع دورتموند بالتحفظ الدفاعي -الذي تختلف حدته من فريق لآخر- واللعب على الهجمات المرتدة أو بهجمات منظمة بعدد أقل من اللاعبين. فينجر أفقد دورتموند أهم أسلحته وهو الضغط القوي جداً على مراكز صناعة اللعب في الفريق المنافس وخطف الكرات في مناطق متقدمة لضرب آرسنال أو غيره قبل أي ارتداد دفاعي ممكن. ■ رغم قيمة جاك ويلشير بالنسبة لمشجعي آرسنال، إلا أن غيابه في رأيي كان مفيداً للفريق لأنه مع غيابه عاد الفريق لخطة 4/2/3/1 بدلاً من 4/1/4/1 التي تبدو أكثر وضوحاً مع تواجده .. وعلى إثر هذا بات واضحاً أن رامسي صار أكثر دفاعية داعماً لاعب الارتكاز وترك المهام الهجومية لسانتي كاثورلا فلاحظنا وضوح في المهام ولم يعد هناك التشتت و"التواكل" في المهام الدفاعية بين رامسي وويلشير. ■ يعيش أليكسس سانشيز حالة رائعة في الوقت الحالي، فقد بات اللاعب الذي يُنتظر منه بصمته كل مباراة، وهو حتى الآن لا يخذل من يعول عليه سواء كان فينجر أو الجماهير. لماذا سانشيز بهذه الصورة في حين كان في برشلونة يظهر تارة ويختفي تارة ؟ في البرسا لا يعد ما يفعله التشيلي شيءً كبيراً مقارنة بما يفعله ميسي على سبيل المثال لكن في آرسنال يشعر اللاعب بأهميته وأهمية ما يفعل .. الثقة من أهم عوامل تألق لاعب كرة القدم .. أتحدث عن "الثقة فيه" وليس ثقته في نفسه ■ استغل سانوجو فرصة إشراكه أساسياً وسجل هدفاً مهماً للفريق، لكن المرء منا يتساءل .. لماذا لا يحصل جويل كامبل على فرصته ؟ فإن كان فينجر غير مقتنع به في مركز الجناح أو المهاجم المتأخر -رغم أنه أفضل مركز له وتألق بشكل لافت مع أوليمبياكوس وبيتيس وكوستاريكا في تلك المراكز- فلمَ لا يجربه في مركز رأس الحربة ؟ لا أتصور أنه سيقدم أداءً أقل من ويلبيك وسانوجو! على كلٍ فإن مشاركته ولو لدقيقة اليوم ربما تبشّر بفرص أكتر له في الفترة القادمة بعد أن كان دائماً خارج التشكيلة من الأساس. ■ بشكل عام .. يقدم آرسنال مباراة جديدة ممتازة .. بدأها باليونايتد في لقاء لم يكن موفقاً فيه وأكملها اليوم بلقاء كان أكثر توفيقاً فيه -مع الفارق أن اليوم كان الجنرز أكثر قوة على المستوى الدفاعي-، فمع ضياع فرصة لواحد من أجمل أهداف الموسم عبر تسديدة تشامبرلين، لم تنقلب المباراة أو شيء من هذا القبيل خصوصاً مع تسجيل آرسنال لهدفه الثاني من تسديدة أكثر توفيقاً للتشيليانو. بروسيا دورتموند | تبادل للنسختين المحلية والأوروبية ؟ ■ يبدو وأن بروسيا دورتموند لم يعد قادراً على الأداء بنفس الجودة على الصعيدين المحلي والأوروبي في آن واحد، فمع تحسن النتائج بعض الشيء في البوندسليجا ظهر الفريق متراجعاً اليوم، ولست متفقاً مع من يقولون إن الفريق لم يكن يريد شيءً من اللقاء، فكما هو واضح أمامنا لعب يورجن كلوب بتشكيلته الأساسية ولم يحاول إراحة بعض اللاعبين على سبيل المثال. ■ من الواضح للجميع أن افتقاد بروسيا دورتموند لروبيرت ليفاندوفسكي مؤثر جداً على الفريق .. شيرو إيموبيلي غير قادر على الإطلاق على ملئ المكان الشاغر بل إنه حتى لا يقدم أداءً يمكن وصفه عادي، بل هو أقل من العادي بدون شك. أما أدريان راموس فهو رأس حربة تقليدي جداً .. هو أفضل حالاً من إيموبيلي لكن في المباريات خارج الأرض يحتاج الفريق دائماً للمهاجم الذي يجيد اللعب خارج منطقة الجزاء وتسلم الكرات خارجها وقيامه بدور محطة للارتكاز عليها لبناء الهجمة من أماكن متقدمة. الحقيقة أن ليفاندوفسكي هو خليط بين إيموبيلي وراموس وكلا اللاعبين غير قادر على أن يكمل الجزء الناقص في أدائه بل إنه حتى الجزء الموجود لا يمكن اعتباره رائعاً .. على الاقل حتى الآن. ■كذلك من الواضح أن إلكاي جوندوجان لم يستعد عافيته بعد، فمخزونه البدني منقوص ولا يجعله مؤثراً في كل فترات المباراة بل يكتفي بالتمرير التقليدي ولا يقوم باختراقات لطالما كان يقوم بها وهو ما يجعلنا نشعر بانقسام دورتموند لقسمين دفاعي وهجومي بدون ربط كبير بينهما ■غياب ماركو رويس هو الآخر مؤثر جداً ويخلق حيرة أكبر ليورجن كلوب في اختياره للتشكيل الأساس فنحن نلاحظ عدم وجود أي ثبات للاعب في المراكز الهجومية باستثناء أوباميانج في حين نجد كاجاوا تارة وعلى الدكة تارة أخرى وكذلك الحال مع جروسكرويتس .. ربما يكون للمدرب الألماني عذراً في كثرة الإصابات التي منعته من الاستقرار على تشكيلة بعينها وهي قناعات يتم تكوينها في بدايات الموسم وليس في مثل هذه التوقيتات المهمة من الموسم. تواصل مع أحمد عطا مدير تحرير النسخة العربية لجول على فيسبوك على تويتر