بوابة شموس نيوز – خاص تلك الطفلة العالقة بذاكرة الأرض ما فتئت تلملم سذاجة الصمت تقطف أزهار الذبول على الخد وقد طرزت فستانها الباكي و حلما نما سرابا بصحاريها .. كانت تبسم للفراش والأيل للسنابل الحالمات الخضر .. كانت تقول أنا للبحر الأميرة.. فيبكيها في علاه الطير .. كانت ترسل الشوق عبيرا يطل من واديها كما السحر ترعى السنا حين يتدفق وهجا بلياليها تهذي البياض من نبضها للزهر .. تلك الطفلة الباقية في ذاكرة الغيم كانت طيفا للحزن .. لليتم .. للوهم .. نقشت قصتها جرحا نال من خاصرة العمر .. لم يغرد الهزار لها في صبحه لم يرها واجمة اللحظ في ليله .. لم يشاركها دمعا حين غياب الأم .. لم يواسيها .. كانت نسيا منسيا في صحيفة الهالكات يرويها قطره ظمأ العمر .. يهديها سرابا وبحار وهم .. يهديها سخرية استخفت بغور الجرح .. فيسقط على الحزن فيها حزن .. كانت تهدهد الوجع الصارخ فيها تهدي البسمة لبيض الطير حين يصطف على خصلات الريح .. حين يلوح برسالة لا تفقهها حين يجاري فيها الذعر.. فيهطل من وجع أنين الجرح يصبح سربا يبعثر رسائله فلا تفك شفراتها يداها الملوحة بالزهر.. و تجهر الرسائل في وجهها بالسر .. تقول البحور للحور .. والأشعار لملائكة النور .. للأماني العالقة بعين الفجر .. لنبض البحر .. هو طوفان من نار وجمر يغتال عينها المدركة للسر .. هو الحزن فيها سكن البر كما البحر .. سكن شقوق الحجارة أدمى خافق الفجر .. تدثر في أحلام الطير .. تلك الطفلة العالقة بذاكرة الأرض الباقية وشما على ناصية المراثي تلك الطفلة جهلتها الأحلام بعثرها النسيان هشيما على دروب الزوال .. سخرت منها الأماني ونبضه العاشق .. ضجر من دمعها البدر فأهداها للدجى فريسة .. يباعدها النور بعين اليمام المهاجر في المد .. تلك الطفلة في متاهات الحزن تلملم أزهار الروح تمنحها هدايا للظل الهارب في أتون الليل تتيه كما نسمة في عتمة الشتاء يبتلعها السيل تستشهد .. فلا يفقه غيابها الفصل المزهو بصرخة فرح وحياة .. نبيلة حماني