إنْ تستمرَّ هذه الفوضَى.. فلا فائدةٌ فمنذ أسبوعيْنِ والثورةُ فى ميدانِها: مَشهودةٌ شاهدةٌ ………………………….. عِشرونَ إسلامًا هنا وعشرَ ثوراتٍ رأيتُ فى الميدانِ.. لو قد كانَ إسلامانِ.. أو لو ثورةٌ واحِدةٌ! هذا هو الميدانُ يَغلِى والجَماهيرُ بهِ محشودةٌ حاشِدةٌ أهؤلاءِ القومُ فى الميدانِ: مِصريُّونَ؟ أم هل عرَبٌ بائدةٌ! كأننا نعيشُ عصرَ الفتنةِ الكُبرَى وتلكَ ناقةُ التاريخِ فى هَوْدجِها تحمِلُنا كأنَّها بِنا إلى أطنابِها عائدةٌ! ………………………… لو كانَ إسلامانِ كىْ يختارَ مَن يحتارُ! أو لو ثورةٌ واحدةٌ كىْ يَعبُرَ الثُّوارُ خطَّ النارِ.. بالخُطَى التى تهيَّأتْ.. لكنَّها تلكَّأتْ! لو آيةٌ تنبَّأتْ.. فأنْبأتْ! لو حدَثتْ مُعجِزةٌ فأُنزِلتْ مِن السماءِ فجأةً: مائدةٌ! لو أُوحِيَتْ أمسِ إلى الشاعرِ فى مِحرابِهِ: آبِدةٌ! لو جُملةٌ.. لو مَقطَعٌ لو مَطلعٌ مُستطلِعٌ لِلغيبِ.. لو قافيةٌ شاردَةٌ! أو لو قصيدةٌ كأنها عَقيدةٌ إذا تُتلَى على الميدانِ.. لا يُملُّ مِن سماعِها بل يَشرعُ الثُّوارُ فى الرقصِ على إيقاعِها! لو نغْمةٌ سائدَةٌ لو خطَّةٌ ثوريةٌ تميزُ الدنيا عن الدِّينِ.. فيستلهمُها الثائرُ فى الميدانِ.. والعابرُ.. بل لو كفرَ المؤمِنُ.. أو لو آمنَ الكافرُ.. ثم استُنبِطتْ بينَهما قاعدةٌ! ……………………… لو رؤيةٌ ناقدةٌ توجِّهُ الثوارَ فى الميدانِ.. كى لا يخطَفَ الثورةَ من أصحابِها: أعداؤها ولا تكافحَ الفسادَ فى البلادِ عُصبةٌ فاسدةٌ! لو حكمةٌ خالدةٌ لتُصبحَ الفتنةُ فى ميدانِنا ونارُها خامِدةٌ لو قائدٌ حرٌّ جديرٌّ لو خبيرٌ يُرشدُ الثوارَ.. أو لو فكرةٌ رائدةٌ تكونُ كالبُوصلةِ.. للكثرةِ والقلَّةِ: ما لمْ ينضَجِ الوعىُ.. فلا حريةُ الرأىِ تفيد الآن فى شىءٍ ولا حماسةٌ زائدةٌ! …………………. لو قبْلَ هذا اليومِ محكومُونَ واعونَ.. تسوسُ أمرَهمْ حكومةٌ راشدةٌ! …………………………. لو رايةٌ تجمعُ هذه الملايينَ إلى كلِّ الميادينِ معًا لو حاجةٌ تُقضَى من الفوضَى! إذا كلُّ الفئاتِ احتشدتْ: لو فئةٌ عن فئةٍ تَرضَى! إلى أن يَحكُمَ العقلُ.. لكى يعتدلَ الميزانُ فى الميدانِ.. حتى يستريحَ الشهداءُ فى الضريحِ.. أو تقرَّ أعْينُ الأحياءِ بالنصرِ الصريحِ.. دون أن تصحوَ فيهم فتنةٌ راقدةٌ ………………… لو كانَ إسلامانِ.. أو لو ثورةٌ واحدةٌ!