دعت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان القوى العالمية اليوم الجمعة للتحرك لحماية المدنيين في سوريا من عمليات "قمع قاسية" لكن سفيري الصين وروسيا انتقدا الدعوة. وقالت بيلاي في جلسة طارئة لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ان أكثر من 4000 قتلوا في سوريا من بينهم 307 أطفال خلال الحملة التي يشنها الجيش السوري منذ مارس آذار وان هناك أكثر من 14 الف شخص من المعتقد أنهم معتقلون. قالت "عمليات القمع القاسية المستمرة من جانب السلطات السورية اذا لم توقف الان ستدفع البلاد الى حرب أهلية بكل الابعاد. وعلى ضوء الفشل البين من جانب السلطات السورية لحماية المدنيين على المجتمع الدولي ان يتخذ اجراءات عاجلة وفعالة لحماية الشعب السوري." ولم توضح بيلاي الاجراءات التي ينبغي أن تتخذها القوى العالمية. وكان زعماء غربيون قد تجنبوا في الماضي الإشارة إلى التحرك العسكري على غرار حملة حلف شمال الأطلسي في ليبيا والتي ساعدت في الاطاحة بمعمر القذافي. وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وتركيا عقوبات بالفعل ضد الحكومة السورية. وبعد كلمة بيلاي تحدث مبعوثا روسيا والصين اللتين تطوران مشروعات نفطية في سوريا وحذرا من التدخل الأجنبي في سوريا باسم حقوق الانسان. وعرقلت الحكومتان محاولات دولية لإدانة حكومة الرئيس بشار الأسد مستخدمتين حقهما في نقض قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال المبعوث الروسي فاليري لوشينين "نود أن نحذر من التدخل غير القانوني من جانب قوات خارجية حتى بذريعة حماية حقوق الانسان. سيكون لهذا عواقب خطيرة لا يمكن معرفة مداها."ودعا لوشينين جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف. وأضاف "نسمع أن قوى خارجية تواصل إذكاء الصراع في سوريا وأنه يتم تنظيم جماعات مسلحة وإرهابية وتزويدها بالسلاح والمال من الخارج." ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر عسكري لم تذكر اسمه قوله أمس الخميس إن روسيا سلمت صواريخ مضادة للسفن إلى سوريا بعد أيام من دعوة لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى حظر للأسلحة على دمشق. وقال مندوب الصين هي يافي إنه رغم شعور الصين بقلق بالغ فإن الرؤى بشأن كيفية حل الوضع شديدة التباعد. وقال "ينبغي لأعضاء الأممالمتحدة اتباع مباديء وأهداف الأممالمتحدة والامتناع عن حل الخلافات من خلال القوة أو التهديد بها." وقالت بيلاي "يجب وقف كل أعمال القتل والتعذيب وأشكال العنف الاخرى على الفور." وعبرت بيلاي عن قلقها بسبب تقارير أفادت بوقوع هجمات مسلحة بشكل متزايد من قوات المعارضة ومن بينها ما يعرف باسم الجيش السوري الحر على أجهزة أمنية وعسكرية سورية. وتأتي الجلسة بعد تقرير أصدرته لجنة مستقلة للتحقيق أجرت مقابلات مع 223 شخصا وشهود ومنشقين جاء فيه ان قوات أمنية وعسكرية ارتكبت جرائم ضد الانسانية من بينها الاغتيالات والاغتصاب والتعذيب. وقالت ايلين تشامبرلين دوناهو سفيرة الولاياتالمتحدة لحقوق الانسان للصحفيين إن "هناك أدلة على تورط" السلطات السورية في تلك "الأعمال الوحشية" وإنه لا يوجد شك في أن العنف متعمد. واضافت "إنه منهجي ومتفش ومن المحتمل أنه يصل إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية." ولا تسمح سوريا بعمل أغلب وسائل الإعلام الأجنبية على أراضيها وتقول إنها تقاتل جماعات مسلحة مدعومة من الخارج تهاجم قواتها. المصدر : فرانس 24