(إنْ أرَدْتَ أن يكون لك عزُّ لا يَفْنَى فلا تستِعزَّن بِعِزٍّ يفنى). العز الذي لا يفنى، هو العز بالله والغنى بطاعة الله، أو بالقرب ممن تحقق عزه بالله، فالعز بالله يكون بتعظيمه وإجلاله، وهيبته ومحبته ومعرفته، وحسن الأدب معه في كل شيء وعلى كل حال، ويكون بالرضى بأحكامه، والخضوع تحت قهر جلاله وكبريائه، وبالحياء والخوف منه، ويكون بالذل والانكسار. وأما العز بطاعة الله فهو بالمبادرة لامتثال أمره واجتناب نهيه، والإكثار من ذكره، وبذل المجهود في تحصيل بره. وأما العز بالقرب ممن تحقق عزه بالله، فيكون بصحبتهم وتعظيمهم وخدمتهم وحسن الأدب معهم، وهذا في التحقيق يرجع إلى التعزز بالله لكونه وسيلة إليه، فإذا تحقق عزه بالله استغنى بعز الله عن عز غيره، فمن حصل هذا العز وتحقق به، فقد تعزز بعز لا يفني أبداً ينسحب عليه وعلى أولاده وأولاد أولاده إلى يوم القيامة. قال تعالى: "من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً". وقال تعالى : "ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون". والمراد بالذين آمنوا هم الأولياء أهل الإيمان الكامل.